responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 76

4 - الشرك الحديث، كاتخاذ العلم والتقنية ربا من دون الله، واستخفاف الانسان بذاته أمام الاشياء التي صنعها بنفسه .

و كل أنواع الشرك سواء منها البدائي أم الجديد تشترك في عنصر واحد.

تطور الشرك من أنواع بدائية بسيطة كاتخاذ الخشب والحجارة شركاء لله، الي أن اتخذ صورا أخري معقدة تبعا لتطور التجربة البشرية . ففي العصور الغابرة حين لم يكن الانسان قد خبر التطور الصناعي الموجود في عالم اليوم، كان لايعرف الا الطبيعة و عناصرها، فعبدها و عبدالشمس والقمر والكواكب الاخري، و لكن هذه الاشياء اضمحلت تدريجيا و حلت محلها أشياء و مفاهيم أخري . ففي الماضي كانوا يتوهمون أن الله يمكن أن يري، و هذا ما دفعهم الي اختيار عناصر من الطبيعة أو مما يصنعونه بأيديهم و اتخاذه مظهرا له ; فيبنون لها المعابد و يقدمون لها النذور والقرابين، و يشرعون لها رسوما و شعائر، و يتولي الكهنة ادارتها.

و كانت مظاهر الطبيعة القاهرة و ما يقع من أحداث مريرة و حلوة، تدفع الانسان الي البحث عن مسبباتها. فكان كل قوم يختارون شيئا وفقا لما تذهب اليه بهم الظنون، و يعزون اليه كل الاسباب والمسببات بل حتي أنهم يعتبرونه الها و يتوسلون اليه خشية منه، و يعبدونه تقربا اليه و حفاظا علي أنفسهم منه .

كتب المؤرخ المعروف (المسعودي ) عن الاقوام الذين عاشوا بعد طوفان نوح ما يلي : بعدما و في نوح (ع) لقومه بما وعدهم من العذاب الالهي ، كان الناس من بعده لايجحدون الصانع، الا أنهم دخلت عليهم شبهة بعد ذلك لتركهم البحث واستعمال النظر، و مالت نفوسهم الي الدعة و ما تدعو، اليه الطبائع من الملاذ والتقليد، و كان في نفوسهم هيبة الصانع، والتقرب اليه بالتماثيل و عبادتها، لظنهم أنها مقربة لهم اليه .[1]

و كتب أيضا حول أهالي الهند والصين ما يلي : كان كثير من أهل الهند والصين يعتقدون بأن الله عزوجل جسم، و أن الملائكة أجسام لها أقدار، و أن الله تعالي و

[1] المسعودي ، مروج الذهب، ج 2، ص 145 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست