responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 74

و قد ورد في القرآن الكريم أن أهل الكتاب كانوا يعرفون رسول الله 6 كما يعرفون أبناءهم، و لكنهم لم يؤمنوا به .[1] و في المقابل جاء في وصفه للمتقين أنهم يؤمنون بالغيب .[2] و علي هذا الاساس يتبين أن معرفة الشئ لاتعني بالضرورة الايمان به، أو أن يستتبع العلم به ايمانا به . فهناك من الناس من يدرك حقيقة شئ و كنهه و لكنه لايؤمن به لدواع مختلفة، من قبيل ما يحمله من خلفيات ذهنية، أو لخصال فيه تحجبه عن ذلك . و قد رد في القرآن الكريم وصف لبعض أهل الكتاب حيث أنهم بعدما تكشف لهم أن لاسلام حق حاولوا ثني المسلمين عنه : (ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) .[3]

ان لكل من العلم والايمان تأثير حاسم في الاخر، و يتباين مدي هذا التأثير تبعا لظروف كل واحد منهما. فتأثير العلم في الايمان سواء في انبثاقه أو في ترسيخه، خاضع للتوجهات الفكرية والميول القلبية . فان كان هناك من ينقب و يتقصي للحصول علي معلومات حول شئ ما، فمن الطبيعي أنه يميل اليه و يؤمن به، ان كان يتساوق مع توجهاته الفكرية، و الا فلن تقوده معلوماته الي الايمان به . نذكر علي سبيل المثال، ان من يضع علي بساط البحث كتابا سماويا بقصد العثور علي مواطن الضعف والنقص فيه، لايكون له أي تأثير فيه . و أما من يعكف علي دراسته عن شغف، و بهدف العثور علي حقيقة ، فسيزيد ذلك من رغبته فيه و يدفعه الي الايمان به . ان لكل من العلم والايمان آثارا وتبعات . فالايمان ذو توجه معنوي و هادف، بينما العلم يمنح المرء وعيا و معرفة، و يضع بين يديه أسباب القوة و يزيد من قدراته، و لكن عدم التلازم بين هذين الامرين، و عدم مواكبة أحدهما للاخر، كثيرا ما يكون مدعاة لمشاكل لاتحمد عقباها، فالمؤمن ان لم يتسلح بالعلم يقع ضحية للتخلف، والعالم المجرد من الايمان يصنع أدوات مدمرة تهدد حياة بني البشر بأنواع الكوارث والفجائع .

العقائد الباطلة

ان كل عقيدة لايقرها الوحي ، و لا كتاب سماوي ، و لا تنسجم مع العقل والفطرة فهي باطلة . والعقيدة الباطلة بايجاز هي ما لا تسليم فيها لله : (و من يبتغ غير الاسلا م دينا فلن يقبل منه ) .[4]

والعقيدة الباطلة ليست كلها باطلة علي الدوام، و انما قد تكون مزيجا من حق و باطل . و يصح العمل بها عندما تكون حقا، و لكنها تفقد كفأتها بمرور الزمن، علي اعتبار

[1] سورة الانعام (6)، الاية 20 .
[2] سورة البقرة (2)، الايتان 2 - 3 .
[3] سورة البقرة (2)، الاية 109 .
[4] سورة آل عمران (3)، الاية 85 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست