اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 65
الايمان
كلمة الايمان : مشتقة من "أمن" الذي هو ضد الخوف .[1] والايمان عبارة عن شغف
قلبي يأتي كحصيلة لنوع من المعرفة التي يمازجها حب و اندفاع، و يعقبها حصول الفراغ
والامن والراحة للقلب . و لابد من التنبيه الي أن مجرد الرغبة في الشئ أو الوعي له ليست
ايمانا. فنحن نحب الكثير من الاشياء كالبلدان والاشخاص والاطعمة والثياب، و لكننا
لانقول اننا نؤمن بها. و انما الايمان عبارة عن التعلق والانشداد القلبي الذي يمازجه نوع
من الوعي تجاه أمور حسية تارة أو غير حسية تارة أخري . كالايمان بالله و بالغيب، أو
بموضع ذي أثر معنوي .
الايمان يبعث في الروح الطمأنينة و ينتشلها من خلجات الشك والريب، و يبلغ بها
ساحل الامن الفكري واليقين . يقول الامام علي (ع) في وصف الايمان بأنه مأمن لمن
يلجه : "من آمن أمن".[2]
المؤمن ينتزع ذاته بايمانه مما يعتريه من ريب و يصل ساحل الامن . والامن والايمان
يعودان من حيث الاشتقاق اللغوي الي مصدر واحد.
المؤمن الذي يعيش بايمانه قلما تزعزعه عوادي الدهر، و هو أشبه ما يكون بالجبل
الراسخ الذي لاتزعزعه العواصف . و لاتتسرب الي قلبه مخاوف ذهاب النفس والمال
والولد والجاه والمكانة الاجتماعية . و لاتهزهزه أمثال هذه الهزاهز المريرة . و انما يسلم
قياده - لمجابهتها - الي ربه : (و لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع و نقص من الا موال
والا نفس والثمرات و بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه
راجعون ) .[3]
ورد في حديث شريف وصف حقيقة الايمان بأنه التسليم المطلق لله .[4] و هذا ما
[1] الفراهيدي ، الخليل بن أحمد، كتاب العين، ج 1، ص 108 .
[2] الخوانساري ، جمال الدين، شرح غرر الحكم، ج 5، ص 2314، الحديث 7639 .
[3] سورة البقرة (2)، الايتان 155 - 156 .
[4] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 52 - 53، الحديث 1 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 65