اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 528
و روي عن الامام الرضا(ع) أنه قال : "... انا عن الله و عن رسوله نحدث و لانقول قال
فلان و فلان فيتناقض كلامنا. ان كلام آخرنا مثل كلام اولنا و كلام اولنا مصدق لكلام
آخرنا فاذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه".[1]
و جاء في القرآن الكريم : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلا فا
كثيرا) .[2]
و في ضوء ما ذكر ينبغي أن يؤخذ انسجام الاحكام الشرعية بنظر الاعتبار.
و يتعين أن يعاد النظر بالاحكام الفقهية و آراء الفقهاء والقوانين الموجودة استنادا
الي هذا المعيار.
ب - طريقية الاحكام الشرعية
القوانين وسيلة لبلوغ الاهداف ; سواء كانت قوانين الهية أم بشرية، و لكن أحيانا
ينحصر الطريق الي الهدف بمورد واحد لا غير. و في هذه الحالة تكون أهمية الطريق بقدر
أهمية الهدف . والظاهر أن الاحكام العبادية من هذا النوع، و هي الطريق الوحيد للوصول
الي الهدف و أدني تخلف فيها ينفي أو يقلص بشدة امكانية بلوغ الهدف . أما الاحكام غير
العبادية فتابعة للمصالح والمفاسد الذاتية، و ليست ذات معايير لايمكن ادراكها; و ذلك
لانها شرعت من أجل الارتقاء بمستوي حياة الانسان .[3] و ان كانت آثارها و تبعاتها
الاخروية موضع نظر الشارع أيضا.
ليس لدينا دليل قاطع علي أن جميع الاحكام غير العبادية في الاسلام ثابتة، و لاتتأثر
موضوعاتها بظروف الزمان والمكان و لاتتغير تبعا لها، و أنها قد شرعت كطريق وحيد
للوصول الي الغاية، بل ان قبول بعض المستجدات كالمعاطاة في العقود والمعاملات أو
الاقرار بتغير موضوعات بعض الاحكام كالنحت والتصوير، والاستناد الي بينة علمية و
عرفية الي جانب الادلة الشرعية في كشف الجرائم و ما شابه ذلك من الامور من قبل
[1] رجال الكشي ، سيرة المغيرة بن سعيد، ص 224 و 225، الحديث 401 .
[2] سورة النساء (4)، الاية 82 .
[3] راجع : دراسات في ولاية الفقيه، ج 2، ص 438 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 528