اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 485
مقابل ذلك اظهار الرفض والاستنكار بالكلام لكل فعل قبيح . و هذه المرحلة قد لايقدر
عليها جميع الناس . و كل انسان مكلف في هذا المجال علي قدر طاقته .
في هذه المرحلة يمكن توظيف جماعات سياسية واجتماعية كالاحزاب والمنظمات
والنقابات المهنية والثقافية و وسائل الاعلام العامة لاداء ما عليها من مسؤولية في هذا
المضمار. فالواجب يحتم علي كل مسلم أن ينهض بواجبه الديني والاجتماعي علي
أفضل نحو ممكن . و اذا كان تأسيس النقابات والجمعيات والاحزاب يساعد علي أداء
هذا العمل بشكل أفضل، فعليهم المبادرة الي تأسيس مثل هذه التنظيمات .
و من أعظم ثمار توسيع هذه المسؤولية الاجتماعية هي مشاركة كل المسلمين في
تقرير مصيرهم، بحيث يكون في ذلك رادع يمنع كل من تسول له نفسه تجاوز حدوده
القانونية .
و انطلاقا من هذه الرؤية جاء في كلام الامام علي بن موسي الرضا(ع):
"لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن المنكر او ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا
يستجاب لهم".[1]
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني منح تخويل رسمي لكل من يمارس دور
الرقابة والاشراف . و علي الرغم من تأكيد الشرع والعقل علي هذا العمل، الا أن الافراد
يتنصلون عادة عن هذه المسؤولية و يتملصون منها خشية ما ينجم عنها من متاعب و
مخاطر، و لكن يوجد في كل عصر من ينهض بها بكل جرأة و اقدام .
و قد دعا القرآن الكريم الي تحمل أعباء هذه المسؤولية : (ولتكن منكم
أمة يدعون الي الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم
المفلحون ) .[2] و لابد من التنبيه الي أن فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فريضة عامة، أي أنها واجب يقع علي كل مسلم بعينه، و لكن اذا نهض بها من يفي بالغرض
ينتفي حكمها عن الاخرين .
الملاحظة الاخري هي أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يشترط فيه التأثير. فلو
[1] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 1 من أبواب الامر والنهي ، ج 16، ص 118، الحديث 4 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 104 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 485