responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 42
فتبيين المتطلبات الاساسية للروح و ما يكتنف طريق الانسان من مصاعب يستلزم مصدرا وثيقا، و ذلك هو الدين والتعاليم القادمة عن طريق الوحي . و هناك بطبيعة الحال أمور لايدركها العقل ما لم يرشده اليها الوحي ، مثل عالم الغيب، و عالم الملائكة، والحياة الاخرة .

شمولية فهم الدين

ان مصدري الدين - و هما الكتاب والسنة - طبقا لما ورد فيهما، يمكن لكل الناس فهمهما، و هما ليسا حكرا علي طبقة أو فئة بعينها: (و ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ...)،[1] (لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ) .[2]

وردت تأكيدات مكررة علي التفكر في آيات الله، و علي التعلم واكتساب المعرفة، و أن الاعراض عن تعلم الدين دلالة علي البداوة،[3] و أن الله لاينظر الي من لايسعون لتعلم الدين .[4] و هذا مما يدل بكل جلاء علي امكانية فهم الدين من قبل جميع الناس ..

و رغم أن فهم الدين متاح لجميع الناس و ليس حكرا علي فئة معينة، الا أن ذلك لايعني أنه مجرد من القواعد والضوابط، بل لايمكن التوصل الي حقيقة الدين الا برعاية اصول الفهم . فالدين عبارة عن مجموعة من التعليمات والارشادات الالهية التي ابلغت في مدة زمنية، و قد أخذت بنظر الاعتبار عند تشريعه ظروف و مقتضيات الزمان والمكان . و جاءت بعض أحكامه مجملة في حين جاء بعضها الاخر مفصلا و ناظرا الي موارد خاصة، و بعضها قد نسخ، بينما يشكل فهم البعض الاخر أرضية للتوصل الي الحقيقة . و كان ابتعاد الاجيال اللاحقة عن صدر الاسلام، و امتزاج الاذهان بالعادات والتقاليد الشائعة في كل اقليم و ولاية، أن تترك تلك العوامل تأثيرها في فهم الدين علي نحو متفاوت، و الي احتمال وقوع تحريف و دس في الدين .

و في ضوء ذلك لابد أن يحرز العاملون في حقل التحقيق في الدين، الشروط اللازمة

[1] سورة التوبة (9)، الاية 122 .
[2] سورة الانبياء (21)، الاية 10 .
[3] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 31، الحديث 6 .
[4] المصدر السابق، الحديث 7 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست