responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 40

العقل والدين

العقل يعني في الاصل الامساك والاستمساك كعقل البعير بالعقال،[1] و هو يعني اصطلاحا القوة التي يكون بها التمييز بين القبح والحسن .[2]

تحدثت النصوص الاخلاقية عن القوي الثلاث الشهوية والغضبية والعقلية . والفارق بين العقل التقليدي الذي يقرن بالشهوة والغضب، والعقل الحديث، هو أن العقل التقليدي ذوطابع فردي ، و هو ما يسمي بالعقل الغريزي . بينما العقل الحديث عقل نقاد و قائم بذاته، و يكشف عن ذاته عن طريق الحوار وتبادل الاراء، و له بطبيعة الحال مكانة قيمة .

و سواء اعتبرنا العقل خاضعا لتأثير الامور الفطرية (العقل الغريزي )، أم خازنا يحمل الكثير من التجارب والمكنوزات العلمية، أم صاحب رؤية في المجال العملي "العقل العملي"، أم غيره "العقل النظري"، فعلي جميع هذه الاعتبارات ثبت بأنه ينطوي علي قدرات هائلة . والعقل يزود الانسان بالمعرفة الي جانب ما يزوده به الوحي . و يمكن القول : ان هناك طريقين لاستقاء المعرفة، أحدهما الوحي ، والاخر العقل . والمصادر الدينية أثنت علي العقل و قالت في وصفه ما يلي :

1 - العقل حجة الله : "الحجة فيما بين العباد و بين الله، العقل".[3] و قد ذم الله عزوجل في عدة آيات من كتابه الكريم من لايتفكرون في آيات الله و حقانية الانبياء.[4] و وردت مشتقات كلمة العقل في القرآن تسعا و أربعين مرة، و جاءت كلمة "اولو الالباب" ست عشرة مرة، كما وردت كلمات : القلب، والفؤاد، والفكر، مرات عديدة في القرآن الكريم .

2 - يعتبر العقل من المستقلات العقلية، الي جانب الكتاب والسنة والاجماع، أي أنه من المصادر المستقلة للاحكام الدينية . و كمثال علي ذلك، ان العقل يدرك بصورة مستقلة حسن العدل و قبح الظلم . و هذا العقل مشابه من عدة جوانب لما يسمي اليوم بالعقل

[1] الراغب الاصفهاني ، مفردات ألفاظ القرآن، ص 578 .
[2] الفيروزآبادي ، القاموس المحيط، ج 4، ص 18 .
[3] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 25، الحديث 22 .
[4] سورة المائدة (5)، الاية 75 ; سورة المؤمنون (23)، الاية 70 ; سورة العنكبوت (29)، الاية 63 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست