responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 389
بنيان ذلك المجتمع والاسرة . و من أهم المسائل التي تواجه الاسرة هي مسألة توفير سبل العيش من الملبس والمأكل والمسكن والظروف المناسبة لتعليم و تربية الابناء، و قد أنيطت مسؤولية هذا الجانب من الحياة بالرجل، و علي هذا الاساس تقع علي عاتق الرجل مسؤولية حماية و ادارة شؤون الاسرة .[1]

و هذه المسؤولية - كنظيراتها من المسؤوليات - تتطلب التضحية والايثار، و لذا أمر الانسان بالدفاع فيما لو تعرض هو أو أسرته الي اعتداء. حتي و ان علم أنه يجرح أو يقتل . و لهذا فان ايكال قيمومة الابناء الذين لم يبلغوا سن الرشد الي الاب، أو اذا اشترط اذنه في زواج ابنته الباكر، أو اذا اعطيت للزوج صلاحيات لادارة شؤون البيت والاسرة، فهو لاجل أن لاتتفكك الاسرة و لايتشتت شملها، و لكي تسير الامور وفقا لمجراها الصحيح . و في ضوء هذا الواقع، فالرجل هو المسؤول عن شؤون الاسرة، و اذا خرج عن حدوده و صدرت عنه مخالفة ما، وتصرف ضد مصالح الاسرة أو أساء استغلال موقعه، عندئذ لايبقي له حق علي أسرته .

قيام الرجل بتوفير متطلبات الحياة و تحسين الاوضاع المعاشية للاسرة عامل مهم جدا في خلق أجواء الارتياح والاطمئنان بين أفرادها، و من جملتهم الزوجة . و ان مثل هذا التدبير يعطي الفرصة لاعضاء الاسرة للقيام بدورهم علي أفضل وجه . طبعا يجب أن لايتحول هذا الحق الي أداة للظلم والاستبداد و فرض الرأي علي المراءة والابناء مطلقا.

ان ادارة شؤون الاسرة لايعني التحكم والاستبداد والتسلط عليها; لان الادارة في الاسرة - و في أي مكان آخر - تتطلب تدبيرا واستفادة من الاساليب الناجحة للادارة والتربية الصحيحة .

بعض هذه السبل تستعد الاستفادة من آراء أعضاء الاسرة، و اشراكهم في ادارة شؤونها، و بعضها يتحقق عن طريق التشجيع والمداراة واللين، و قسم آخر منها بالانذار والتحذير.

[1] اشارة الي الاية 34 سورة النساء: (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست