اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 256
ينبغي أن لايظن طبعا بأن الدعاء تهرب من المسؤولية، و نكول عن مجابهة الشدائد،
واستبدال العمل والمثابرة بالكلام والتوسل، و انما الدعاء هو عبارة عن محاولة لسد
النواقص و نقاط الضعف التي ترافق العمل والتفكير - اتكالا علي قدرة الله و طلبا
للتوفيق والنجاح منه - و نفهم من خلال الادعية التي علمنا اياها نبينا و أئمتنا أنهم
لم يلجأوا الي الدعاء كبديل عن الجهد والمسؤولية الاجتماعية والاستفادة من
المقدمات، و انما كانوا يحرصون علي توفير كل المقدمات والاسباب اللازمة لاي عمل،
و يضعون نصب أعينهم الخطة والمتطلبات اللازمة لانجاز ذلك العمل، و لكن كانوا
يقدمون عليه اتكالا علي الله و من خلال الاستعانة به .
و علي صعيد آخر يقترن الدعاء أحيانا بالتوسل بأناس لهم وجاهة عند الله كالنبي
والاولياء، و هذا لايتعارض مع التوحيد; لان التوسل بهم يعني أننا نطلب العون منهم
لمساعدتنا للارتباط بالله . و هذا هو اعتماد الوسيلة التي ذكرها الله في كتابه الكريم :
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ) .[1] كما يخبرنا القرآن الكريم عن
سنة أخري و هي أن المسلمين في صدر الاسلام كانوا متي ما أذنبوا جاؤوا الي النبي
واستغفروا الله، و كان هو بدوره يستغفر لهم .[2] و هناك دليل يؤيد هذا المعني و هو أبناء
يعقوب الذين جأوا الي أبيهم و قالوا: (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين ) .[3]
و للدعاء آداب منها: أن يكون بخشوع و أن لايكون بصوت عال ، لكي لايتسبب في
ازعاج الاخرين (واذكر ربك في نفسك تضرعا و خيفة و دون الجهر من القول بالغدو
والاصال ) ،[4] و لايكون فيه تظاهر ورياء. و هذا المعني أكده القرآن الكريم في الاية
المباركة : (ادعوا ربكم تضرعا و خفية ) .[5]
[1] سورة المائده (5)، الاية 35 .
[2] سورة النساء (4)، الاية 64 .
[3] سورة يوسف (12)، الاية 97 .
[4] سورة الاعراف (7)، الاية 205 .
[5] سورة الاعراف (7)، الاية 55 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 256