اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 222
والحسن والقبح ؟ و لماذا هذا الشئ حسن و ذلك الشئ قبيح ؟ و ما منشاء اعتبار الاوامر
والنواهي الاخلاقية ؟ و هل الامور الاخلاقية نسبية أم مطلقة ؟ و كيف ينظر الي الجمال ؟
و لماذا يري البيض مصاديق معينة للجمال و يري السود مصاديق أخري للجمال، مما
لايوافقهم غيرهم عليها؟ و نحن هنا في هذا الكتاب نتناول علم الاخلاق . و أما فلسفة
الاخلاق فعلي الرغم مما تتصف به من الروعة والجذابية الا أنها خارج هدف و موضوع
هذا الكتاب .
الانسان مجبول بالفطرة علي حب الجمال، و قد أبدع الكثير من معالم الجمال
المسموعة والمرئية في مختلف المجالات . و لاشك في أن نشوء وتطور الكثير من الفنون
الجميلة كالرسم، والموسيقي، والنحت، و فن العمارة و غيرها منبثقة أساسا من هذه الفطرة
و جاءت بهدف اشباع هذا الميل . والانسان حسب طبيعته البدائية يستشعر اللذة
والارتياح من أمور، والنفور من أمور أخري . و علي هذا الاساس يقسم الامور الي جميلة
و قبيحة، و حسنة و سيئة . و هذا التقسيم ينطبق علي ما هو محسوس و علي ما هو غير
محسوس . فعندما نري شخصا يعمل من أجل الاخرين و يمد لهم يد العون، نكرم هذه
النزعة الانسانية فيه و نري عمله جميلا. و من جانب آخر اذا رأينا شخصا يضرب شخصا
ضعيفا من غير سبب نستقبح عمله . و كذلك نصف بالعدل من يحكم بين الناس بعيدا عن
مؤثرات الحب والبغض و بحسب الشواهد والادلة، و نصف بالظلم من يفعل خلاف ذلك .
و أساس السلوك الاخلاقي هو الحسن والقبح اللذان يقرهما العقل والفطرة . والصفة
الاخلاقية الفاضلة هي ما يستحسنها الاخرون، و أما الصفة الاخلاقية الرذيلة فهي ما
يستقبحها الاخرون .
ان منطلقات سلوك الناس ليست من نمط واحد. فبعضها تنطلق من دوافع حسية و من
غير وعي و ارادة، كالصياح عند مواجهة خطر مفاجئ، و اغماض العينين تلقائيا عند
الاصطدام بشئ خارجي . و بعض الافعال الاخري مبعثها الغريزة والميول الذاتية كالاكل
والشرب عند استشعار الجوع والعطش، والدفاع عن الذات عند مجابهة خطر.
و هناك نوع آخر من السلوك مبعثه الفطرة كحب الجمال وحب الحقيقة . والتوجهات
والسلوكيات المنطلقة منها خاصة بالانسان دون سواه من الكائنات . و ما يلاحظ من
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 222