اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 191
الحكمة من غيبة امام الزمان (عج)
الاعتقاد بوجود المهدي (عج) و غيابه أمر ديني . وجود الامام المعصوم تجسيد للطف
الله واستنادا الي السنن الالهية لتكون هناك حجة الهية علي الناس في كل زمان : "اللهم
بلي لاتخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا و اما خائفا مغمورا لئلا تبطل
حجج الله و بيناته".[1]
ان غيبة الامام و عدم بسط يده و حرمان الناس من حضوره قضية تعود الي المكلفين
أنفسهم، فقد يكون الامام حاضرا و لكن لا سلطة له أو أن الناس أنفسهم يحرمون أنفسهم
من تعاليمه و ظل وجوده . مثلما كان الحال في زمان الامام علي (ع) والامام الحسن (ع) و
سائر الائمة حيث ان الناس لم يستفيدوا من وجودهم كما ينبغي و كما هم أهل له .
ان وجود امام روحي حي - حتي و ان كان يتعذر الوصول اليه - مهم لانه يجعل أتباعه
يتعلقون به و ينظمون حياتهم في ضوء ذلك و يسعون الي التشبه به . و هذا الشئ موجود
لدي جميع الامم التي لديها كتاب سماوي و غيرهم .
ان استمرار الحضور الظاهري للامام بين الناس له شروط، و ما لم تتهياء تلك الظروف
تماما، يتعذر حضوره المستمر. و سبب غيبة امام الزمان (عج) هو عدم توفر الارضية
المناسبة لامامته الظاهرية .
امام الزمان (عج) آخر ما ادخره الله و لا حجة من بعده . و هو يظهر حين تتوفر ظروف
تطبيق أحكام الله في الكون كله و تطوي صفحة الشرك و عبادة الاصنام :
(ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون ) .[2] و لابد طبعا أن تتوفر لمثل هذا
الهدف المهم الظروف والارضية المناسبة . و ينبغي أن يكون الضمير العام لابناء البشرية
مهيئا لقبول مثل هذا التحول الكبير.
[1] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الحكمة 147 ; المجلسي ، بحارالانوار، ج 52، ص 92، الحديث 6 .
[2] سورة التوبة (9)، الاية 33 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 191