اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 172
هؤلاء القوم الكافرين عدم هدايته اياهم في كيدهم و مكرهم، و منعه الاسباب التي
تمكنهم من تحقيق ما يرومونه من الشر والفساد.[1]
هذه الايات و غيرها من الايات الاخري التي بينت الروايات دلالتها علي ولاية
أميرالمؤمنين والائمة (ع)، تعبر عن مدي مكانة امامة و ولاية علي والائمة المعصومين (ع)
في استمرار رسالة النبي 6. و رغم ذلك قد يثار تساؤل و هو: لماذا لم يأت بصراحة ذكر
أصل الامامة واستمرارها بعد النبي 6 و أشخاص المعصومين . والجواب هو: يكفي أن
أصل الامامة قد طرح في القرآن . و ثانيا: ا ن رسالة النبي التي ذكرت صراحة في القرآن
هي الزعامة الدينية، بينما تركت اليه الكثير من أمور الدين و تفسيرها و شرحها و بيان
كيفيتها. و ليس هناك ضرورة تدعو الي ذكر جميع القضايا صراحة في القرآن، و ان كانت
ذات أهمية .
فالامامة قد ورد أصلها في القرآن، و أما بيان و تفسير جزئياتها فهو من واجب
الرسول، كما هو الحال في أمور كثيرة، كالصلاة والحج و سائر المسائل العبادية
والاجتماعية، بل و حتي رسالة النبي 6 التي ورد ذكرها صراحة في القرآن مع اقامة
المعجزات عليها، هل آمن بها الجميع ؟ لقد تم أداء ما ينبغي أداؤه في سبيل الايمان
بالامامة، و كان ذلك كافيا لبيان الحق .
الولاية
الولاية : من الولي ، بمعني القرب والمداناة .[2] والولاية تعني النصرة، والولاية تعني
تولي الامر و تدبير الامور.[3] وتطلق كلمة الولي علي الله لانه مدبر الامور.
تشتمل كلمة الولي والولاية علي نوع من التصرف في أمور الاخرين ; و هذا الامران
المتواليان والمتقاربان لايخلوان من تأثير و تصرف في بعضهما. و قد طرحت معان
متعددة لكلمة "المولي". فيقال - مثلا - لوجود شخص الي جوار آخر للتصدي لبعض
[1] الطباطبائي ، محمد حسين، الميزان، ج 6، ص 51 .
[2] الجوهري ، صحاح اللغة، ج 6، ص 2528 .
[3] الراغب الاصفهاني مفردات ألفاظ القرآن، ص 885 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 172