اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 110
جاء في رواية أن رجلا جاء الي رسول الله و قال له : يا رسول الله، نسلم عليك كما
يسلم بعضنا علي بعض ؟ أفلا نسجد لك ؟ فقال : لاينبغي أن يسجد لاحد من دون الله، و
لكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لاهله".[1]
لقد كان الانبياء والاولياء مطيعون لله أكثر من غيرهم، و كانوا في هذا المضمار مثالا و
قدوة يحتذي بهم الناس . و كانوا يصفون أنفسهم بأنهم عباد لله، و يفتخرون بذلك . و كان
الانبياء يحذرون أشد الحذر من أن يقول فيهم الناس بأكثر مما يتصفون به، و كانوا
يجتنبون ; بل و يتبرأون من أي عمل يضعف نوازع التوحيد في نفوس الناس، و يعود
عليهم ولو بشائبة من شوائب الشرك .
روي عن أميرالمؤمنين (ع) أنه قال : "يهلك في اثنان و لا ذنب لي : محب مفرط،
و مبغض مفرط. و انا لنبرأ الي الله عزوجل ممن يغلو فينا فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسي
ابن مريم (ع) من النصاري . قال الله عزوجل : (و اذ قال الله يا عيسي ابن مريم ا انت قلت
للناس اتخذوني و امي الهين من دون الله ...) و قال عزوجل : (لن يستنكف المسيح
ان يكون عبدا لله ) . و قال أيضا: (ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله
الرسل و امه صديقة كانا ياكلان الطعام ) . فمن ادعي للانبياء ربوبية أو ادعي للائمة
ربوبية أو نبوة، أو لغير الائمة امامة ، فنحن براء منه في الدنيا والاخرة".[2]
و خلاصة الكلام : ان التوحيد في العبادة علي قدر عظيم من الاهمية، بحيث ان الله
عزوجل أوصي به و أكد عليه في آيات عديدة من القرآن الكريم، و حذر عباده من
عصيان أمره واتخاذ اله آخر بدلا منه . لقد بينت الايات المعيار الذي يعرف به المعبود
الحقيقي الذي يمكن للناس عبادته علي أساس الادراك الصحيح والفهم السليم، و من
ذلك أن يكون بيده الخلق والرزق، و أفعال العباد، و اجابة دعوة المضطرين، وهداية
العباد، والرحمة، والقدرة علي الخلق الاول، والاماتة والبعث .[3]
[1] المجلسي ، بحارالانوار، ج 25، ص 262 .
[2] المصدر السابق، ج 25، ص 134 و 135، الحديث 6 ; و ص 272، الحديث 17 .
[3] سورة النمل (27)، الايات 60 - 65 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 110