اذا كان الدين في الاسلام، هو ما يبلّغه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لانه الذي لا ينطق عن الهوى «ان هو الاّ وحي يوحى» ، و اذا كان الخليفة في الاسلام هو من يعيّنه النبي للخلافة، لانه المرجع الأعلى في الاثبات و النفي، فالحسن بن علي، هو الخليفة الشرعي، بايعه الناس أو لم يبايعوه.
ذكره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله باسمه في سلسلة أسماء خلفائه الاثنى عشر، كما تضافر به الحديث عنه، فيما رواه علماء السنة [1] ، و فيما أجمع على روايته علماء الشيعة، و فيما اتفق عليه الفريقان، من قوله له و لاخيه الحسين: «انتما الامامان و لأمّكما الشفاعة [2] » . و قوله و هو يشير الى الحسين: «هذا امام ابن امام أخو امام أبو أئمة تسعة [3] » -الحديث-.
و أمره أبوه أمير المؤمنين-منذ اعتل-أن يصلي [4] بالناس، و أوصى إليه عند وفاته قائلا: «يا بنيّ أنت ولي الامر و ولي الدم» ، و أشهد على وصيته الحسين و محمدا و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته، و دفع إليه الكتاب و السلاح، ثم قال له: «يا بنيّ أمرني رسول اللّه أن أوصي إليك، و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي، كما أوصى إليّ رسول اللّه و دفع إليّ
[1] تجد ذلك مفصلا في ينابيع المودة (ج 2 ص 440) فيما يرويه عن الحمويني في فرائد السمطين، و عن الموفق بن احمد الخوارزمي في مسنده.
و روى ذلك ابن الخشاب في تاريخه و ابن الصباغ في «الفصول المهمة» ، و الحافظ الكنجي في «البيان» . و أسعد بن ابراهيم بن الحسن بن علي الحنبلي في «أربعينه» . و الحافظ البخاري (خواجه بارسا) في «فصل الخطاب» .