و هكذا أسلمته ظروفه لان يكون هدف المقاطعة من بعض، و هدف العداء المسلح من آخرين، و هدف الخذلان الممقوت من الاتباع (فلا اخوان عند النجاء، و لا أحرار عند النداء) .
و أيّ حياة هذه التي لا تحفل بأمل، و لا ترجى لنجاح عمل. و قد أزمع فيها الترحال عباد اللّه الاخيار، الذين باعوا قليلا من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى.
فسمع و هو يقول (اللهم عجل للمراديّ شقاءه) و سمع و هو يقول (فما يحبس أشقاها ان يخضبها بدم أعلاها) ، و سمع و هو يقول (أما و اللّه لوددت ان اللّه أخرجني من بين أظهركم و قبضني الى رحمته من بينكم) .
و سلام عليه يوم ولد. و يوم سبق الناس الى الاسلام. و يوم صنع الاسلام بسيفه. و يوم امتحن. و يوم مات. و يوم يبعث حيا.
*** و ترك من بعده لولي عهده، ظرفه الزمني النابي، القائم على اثافيّه الثلاث-فقر الانصار. و العداء المسلّح. و المقاطعة الخاذلة.