responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 372

-2- ظروفهما من أعدائهما:

و كان عدو الحسن هو معاوية، و عدو الحسين هو يزيد بن معاوية.

و للفرق بين معاوية و يزيد ما طفح به التاريخ، من قصة البلادة السافرة في «الابن» . و النظرة البعيدة العمق التي زعم الناس لها الدهاء في «الاب» .

و ما كان لعداوة هذين العدوين ظرفها المرتجل مع الحسن و الحسين، و لكنها الخصومة التاريخية التي أكل عليها الدهر و شرب بين بني هاشم و بني أمية.

و لم تكن الاموية يوما من الايام كفوا للهاشمية [1] . و انما كانت عدوتها التي تخافها على سلطانها، و تناوئها-دون هوادة-. و كان هذا هو سر ذكرها بازائها في أفواه الناس و على أسلات اقلام المؤرخين. و الا فأين سورة الهوى من مثل الكمال؟و أين انساب الخنا من المطهرين في الكتاب؟. و أين شهوة الغلب، و حب الاثرة، و الوان الفجور، من شتيت المزايا في ملكات العقل، و سمو الاخلاق، و طهارة العنصر، و آفاق العلوم التي تعاونت على تغذية الفكر الانساني في مختلف مناحي الثقافات العالية، فأضافت الى ذخائره ثروة لا تطاول؟. أولئك هم بنو هاشم الطالعون بالنور.

و اين هؤلاء من أولئك؟.

و لم يكن من الاحتمال البعيد ما قدره الحسن بن علي احتمالا قريبا، -فيما لو اشتبك مع عدوه التاريخي معاوية بن أبى سفيان بن حرب في


[1] قال أمير المؤمنين عليه السلام فيما كتبه الى معاوية جوابا:

«و لم يمنعنا قديم عزنا و لا عادي طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا و انكحنا فعل الاكفاء، و لستم هناك، و أنى يكون ذلك كذلك و منا النبي و منكم المكذب، و منا أسد اللّه و منكم أسد الاحلاف، و منا سيدا شباب أهل الجنة و منكم صبية النار، و منا سيدة نساء العالمين و منكم حمالة الحطب، الى كثير مما لنا و عليكم» .

غ

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست