لمخلوق، و أعصاهم للخالق، عصاة الجبار، و خلفة الاشرار، فعليهم الدمار، و لهم سوء الدار. فقال معاوية: و اللّه يا ابن صوحان انك لحامل مديتك منذ أزمان، الا أن حلم ابن ابى سفيان يرد عنك. فقال صعصعة:
بل أمر اللّه و قدرته، ان امر اللّه كان قدرا مقدورا» .
قال المسعودى: «و لصعصعة بن صوحان أخبار حسان و كلام في نهاية البلاغة و الفصاحة و الايضاح عن المعاني على ايجاز و اختصار» .
و كان صعصعة شخصية بارزة في أصحاب امير المؤمنين. و وصفه أمير المؤمنين بالخطيب الشحشح، ثم وصفه الجاحظ بأنه من أفصح الناس.
و قال له معاوية يوم دخل الكوفة بعد الصلح: «أما و اللّه اني كنت لابغض ان تدخل في أماني» . قال: «و أنا و اللّه أبغض أن اسميك بهذا الاسم» . ثم سلّم عليه بالخلافة فقال معاوية: «ان كنت صادقا فاصعد المنبر و العن عليا» . فصعد المنبر و حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:
«أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره، و أخر خيره. و انه أمرني ان العن عليا فالعنوه لعنه اللّه» .
فضج أهل المسجد بآمين. فلما رجع إليه فأخبره بما قال. قال: «لا و اللّه ما عنيت غيري، ارجع حتى تسميه باسمه» . فرجع و صعد المنبر ثم قال:
«أيها الناس ان امير المؤمنين أمرني أن العن علي بن أبى طالب فالعنوه» .
فضجوا بآمين. فلما أخبر معاوية قال: «و اللّه ما عني غيرى، أخرجوه لا يساكنني في بلد» . فأخرجوه [1] .
و قال ابن عبد ربه: «دخل صعصعة بن صوحان على معاوية و معه عمرو بن العاص جالس على سريره فقال: وسّع له على ترابية [2] فيه. فقال صعصعة: اني و اللّه لترابي، منه خلقت و إليه أعود و منه ابعث، و انك مارج من مارج من نار» .
و قدم وفد العراقيين على معاوية، فقدم في وفد الكوفة عدي بن حاتم، و في وفد البصرة الاحنف بن قيس و صعصعة بن صوحان. فقال عمرو بن