responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 353

القوداء، لا تدفع يد لامس؟» .

فقال عمرو: «أما و اللّه لقد وقعت في لهاذم شدقم‌ [1] للأقران ذي لبد، و لا أحسبك منفلتا من مخالب أمير المؤمنين» .

فقال عبد اللّه: «أما و اللّه يا ابن العاص انك لبطر في الرخاء، جبان عند اللقاء، غشوم اذا وليت، هياب اذا لقيت، تهدر كما يهدر العود المنكوس المقيد بين مجرى الشوك، لا يستعجل في المدة، و لا يرتجى في الشدة.

أ فلا كان هذا منك، اذ غمرك أقوام لم يعنفوا صغارا، و لم يمرقوا كبارا، لهم أيد شداد، و السنة حداد، يدعمون العوج، و يذهبون الحرج، يكثرون القليل، و يشفون الغليل، و يعزون الذليل» ؟.

فقال عمرو: «أما و اللّه لقد رأيت أباك يومئذ تخقق‌ [2] أحشاؤه، و تبق أمعاؤه، و تضطرب اصلاؤه‌ [3] كما انطبق عليه ضمد» .

فقال عبد اللّه: «يا عمرو!انا قد بلوناك و مقالتك فوجدنا لسانك كذوبا غادرا، خلوت بأقوام لا يعرفونك، و جند لا يساومونك، و لو رمت المنطق في غير أهل الشام لجحظ [4] عليك عقلك، و لتلجلج لسانك، و لاضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي اثقله حمله» .

فقال معاوية: «أيها عنكما» . و أمر باطلاق عبد اللّه لنسيبه. فلم يزل عمرو بن العاص يلومه على اطلاقه و يقول:

«أمرتك أمرا عازما فعصيتني # و كان من التوفيق قتل ابن هاشم‌

أ ليس أبوه يا معاوية الذي # أعان عليا يوم حز الغلاصم؟

فلم ينثن حتى جرت من دمائنا # بصفين أمثال البحور الخضارم‌

و هذا ابنه و المرء يشبه شيخه # و يوشك ان تقرع به سن نادم»


[1] أى واسع الشدقين.

[2] تشفق.

[3] اوساط الظهر.

[4] جحظ إليه عمله نظر في عمله فرأى سوء ما صنع، و جحظ إليه عقله اي نظر الى رأيه فرأى سوء ما ارتأى.

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست