responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 343

ينظر منه الاقوياء]، قال: «اني لم آتك الاّ على الامان» ، قال: «انطلقوا به الى السجن» .

ثم كان بعد ذلك في الركب المثقل بالحديد الذي يسار به الى القتل صبرا. و في الحديث: «من آمن رجلا على دمه فقتله فأنا برى‌ء من القاتل و ان كان المقتول كافرا [1] » .

و مروا به-و لما يخرجوا بالقافلة من الكوفة-على داره فاذا بناته مشرئبات إليه يبكينه، فقال للحرسيين وائل و كثير: «ائذنا لي فاوصي الى أهلي» ، فلما دنا منهن و هن يبكين سكت عنهن-ساعة-، ثم قال لهن:

«اسكتن» ، فسكتن، فقال: «اتقين اللّه عزّ و جل و اصبرن فاني ارجو من ربي في وجهي هذا احدى الحسنيين: اما الشهادة و هي السعادة، و اما الانصراف إليكن في عافية. و ان الذي يرزقكن مؤونتكن هو اللّه تعالى، و هو حي لا يموت‌[انظر الى النفس الملائكية في اهاب البشر الانساني‌] أرجو ان لا يضيعكنّ، و أن يحفظني فيكن» . ثم انصرف.

و باتت الاسرة اليائسة الولهى (كما يشاء معاوية) تخلط البكاء بالبكاء، و تصل الدعاء، بالدعاء، و كم لبنات قبيصة يومئذ من أمثال.

قال الطبرى: «و وقع قبيصة بن ضبيعة في يدي أبى شريف البدّي فقال له قبيصة: ان الشر بين قومي و بين قومك آمن فليقتلني سواك، فقال:

برّتك رحم!ثم قتله القضاعي!» .

أقول: و أيّ نفس قوية هذه التي تنتبه في مثل هذه اللحظة الى الحئول دون الشرّ بين القومين و الاحتياط على الاصلاح.

هـ-كدام بن حيان العنزي.

و-محرز بن شهاب بن بجير بن سفيان بن خالد بن منقر التميمي‌ [2]


[1] الاصابة (ج 4 ص 294) .

[2] يراجع عما كتبناه في حجر و اصحابه: الدينوري و ابن الاثير و الطبرى و ابن أبي الحديد و الاستيعاب و النصائح الكافية و تاريخ الكوفة.

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست