responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 313

3 الوفاء بالشرط الثالث‌

قال ابن الاثير «ان معاوية كان اذا قنت سبّ عليا و ابن عباس و الحسن و الحسين و الاشتر [1] » . و نقل أبو عثمان الجاحظ في كتاب‌[الرد على الامامية]:

«ان معاوية كان يقول في آخر خطبته: اللهم ان أبا تراب-يعني عليا- الحد في دينك، و صدّ عن سبيلك، فالعنه لعنا وبيلا و عذبه عذابا أليما.

و كتب بذلك الى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر [2] » .

و قيل لمروان: «ما لكم تسبونه على المنابر؟» فقال: «لا يستقيم لنا الامر الاّ بذلك!!» ..

و كان من مجهود معاوية في هذا السبيل ما طفحت به السير و التواريخ.

و هو-على هذا-أول من سن الجهر بسب صحابة الرسول؛ و أول من فتح هذا الباب على مصراعيه لمن جاء من بعده، و لا نعرف أن أحدا سبقه الى مثل هذا اللهم الاّ ما كان من عائشة يوم قالت: «اقتلوا نعثلا فقد كفر!!» ، ثم لا نعهد في علماء المسلمين من حكم على عائشة بالكفر، و لا على معاوية بالمروق من الدين، لانهما استباحا سبّ الصحابة، أو لانهما أوغلا في السب حتى عمدا الى التكفير. و مما لا شك فيه أن حكم الامثال واحد لا يختلف مع الزمان، و لذلك، فانا لا نجد مساغا الى الحكم على من نال من معاوية أو نال من صحابي آخر، الا بما حكم به علماء المسلمين على معاوية و عائشة في نيلهما من علي و عثمان، لا أقل و لا أكثر.

و أما الاثر المزعوم القائل «بأيهم اقتديتم اهتديتم» ، فقد خصّ حتى سقط عمومه عن الحجية، و الاّ لكان السبابون للصحابة من الصحابة أولى


[1] «النصائح الكافية» لابن عقيل (ص 19-20) .

[2] «النصائح الكافية» لابن عقيل (ص 19-20) .

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست