و هو صاحب تدابير «لعن أهل البيت» و صاحب تدابير «رمي عليّ بدم عثمان» ، فلتكن ثالثة أثافيه تدابيره في «القضاء على التشيع» ماديا و معنويا. و انه لرجل الميدان في تعبئة هذه الالوان من التدابير.
و في جنبات قصوره الشاهقات في الشام، الضمائر المعروضة للبيع و الاقلام المفوضة للايجار، فلتضع الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، وفق الخطط المرسومة، و لتنتهك المبادئ العلوية انتهاكا فتمسخها مسخا و تزدريها ازدراء تنتزع به استحقاقها للبقاء بين الناس، ثم لتخلق منها-و قد خلا الجوّ من آل محمد (ص) -ردة اخرى عن الاسلام تتهم بها بناة الاسلام و مهابط تنزيله و منازل وحيه و مصادر تعاليمه أنفسهم، ثم لتشرّع للناس-مع تمادي الوضع و الرفع-اسلاما آخر، هو قريحة معاوية-لا ما هتفت به الهاشمية من وحي السماء.
و كان هذا هو الذي عناه الحسن عليه السلام حين قال: «ما تدرون ما عملت، و اللّه للّذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس» .
و ما شيء خيرا مما طلعت عليه الشمس من حفظ العقيدة و تخليد المبدأ.
و كان هو ما عناه-أيضا-الامام محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (الباقر) عليه السلام، حين سئل عن صلح الحسن (ع) فقال: «انه أعلم بما صنع و لو لا ما صنع لكان أمر عظيم» .
النتائج:
و أغلب الظن أن خطوات هذه المراحل الثلاث، بلغت بالقارئ الكريم هدفنا المقصود من البحث، قبل ان نعلن عنه صريحا، و كشفت له بتدرّجها الرفيق كثيرا من الغموض الذي هيأ جوا للنقد الموروث.
و نقول الآن تدليلا على ما ادعيناه أولا من انغلاق طريق الشهادة عن الحسن (ع) ، الذي كان معناه امتناعها هي منه، دون امتناعه هو منها: