responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 226

«أمير المؤمنين» على لسان مسلم‌ [1] بن عقبة و المغيرة [2] بن شعبة و عمرو [3] ابن العاص، و هو المتنعم الدنيوي الذي «لم يبق شي‌ء يصيبه الناس من


[1] هو صاحب واقعة الحرة في مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله يوم أباحها ثلاثا شر اباحة. و هو هادم الكعبة (زادها اللّه شرفا) يوم رماها فالمنجنيق. و كان معاوية هو الذي نصح لابنه يزيد، فيما مهد له من الامور. بأن يولي «مسلما» هذا. قال له: «ان لك من أهل المدينة ليوما، فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فانه رجل قد عرفت نصيحته!!. »

«يراجع الطبرى و البيهقي و ابن الاثير» .

[2] كان المغيرة[فيما يحدثنا عنه البيهقي في المحاسن و المساوئ‌] اول من رشي في الاسلام. و كان‌[فيما يحدثنا به سائر مؤرخته‌]الوسيط في قضية استلحاق زياد-رغم النواميس الاسلامية-. و كان السابق الى ترشيح يزيد بن معاوية للخلافة، و هو الذي يقول في ذلك: «لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة محمد، و فتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا!!.. » -. و كان هو الذي عناه حسان بن ثابت بقوله:

لو ان اللؤم ينسب كان عبدا # قبيح الوجه أعور من ثقيف‌

تركت الدين و الايمان جهلا # غداة لقيت صاحبة النصيف‌

و راجعت الصبا و ذكرت لهوا # من الاحشاء و الخصر اللطيف‌

[3] نار على علم. اعتركت الدنيا و الآخرة على قلبه-على حد تعبير غلامه «وردان» -فقدم الدنيا على الآخرة، و شايع معاوية على أن تكون له مصر طعمة، فلا ظفرت يد البائع و خزيت أمانة المبتاع.

روى ابن عبد ربه بسنده الى الحسن البصرى قال: «علم معاوية و اللّه ان لم يبايعه عمرو لم يتم له أمر، فقال له: يا عمرو اتبعني. قال: لما ذا؟ أ للآخرة فو اللّه ما معك آخرة، أم للدنيا فو اللّه لا كان حتى أكون شريكك فيها: قال: فانت شريكي فيها. قال: فاكتب لي مصر و كورها. فكتب له مصر و كورها. و كتب في آخر الكتاب: و على عمرو السمع و الطاعة.

قال عمرو: و اكتب ان السمع و الطاعة لا يغيران من شرطه شيئا. قال معاوية: لا ينظر الى هذا. قال عمرو: حتى تكتب... !!» .

و رضي الصحابي المسن الذي مات في الثامنة و التسعين أن يختم هذا العمر المديد على مثل هذه المداورة الخبيثة في الدين، و راح يقول غير مبال:

«لو لا مصر و ولايتها لركبت المنجاة منها فاني أعلم ان علي بن أبي طالب على الحق، و أنا على ضده!» .

اما بواكير حياته فكانت أبعد اثرا في النكاية بالاسلام و نبي الاسلام-

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست