«و اللّه ما رأيته الاّ كرهت غيابه و هبت عتابه [2] » .
و قال أيضا:
«فو اللّه ما رأيته قط، جالسا عندي، الاّ خفت مقامه و عيبه لي [3] » .
و قال يمدحه:
«أما حسن فابن الذي كان قبله # اذا سار سار الموت حيث يسير
و هل يلد الرئبال الاّ نظيره # و ذا حسن شبه له و نظير
و لكنه لو يوزن الحلم و الحجا # بأمر-لقالوا يذبل و ثبير [4] »
نعم هذا هو معاوية و هو عدو الحسن (رقم 1) . و اما مروان بن الحكم، فهو الذي كان يقول عن الحسن عليه السلام: «انه ليوازن حلمه الجبال [5] » .
و كان التظاهر بالثناء على الحسن من عدويه هذين، دليل قوة الحسن في الناس، و الاّ فدليل خضوعهما للامر الواقع، أو هو الستار الذي يسدله الخصم على الفكرة التي يجهز بها على خصمه.
*** اما هذه المشاجرات التي مررنا على ذكرها مرورا، و التي حفل بكثير منها بعض الموسوعات ذات الشأن، فهي «الحديّا [6] » التي كان ينشط لها