responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 196

ما كان من السهل الانصياع الى هذه النبالة في «رقمها القياسي» الذي لا تحلم بمثله كبريات النفوس مهما بلغ بها انكار الذات، لو لا ما أودع اللّه في هذه النفس من القوة و الصبر و الاحتمال و الكبرياء على الحياة.

و أين تكون التضحية في سبيل اللّه و الفناء في ذات اللّه و العمل في جنب اللّه الاّ حين تستقيم النفس سافرة لا تلتمس ريبة، صريحة لا تتكلف مداراة و لا مداورة و لا استخفاء، مجاهدة جهادها الاكبر في تحطيم ميولها الشخصية، و معاكسة طبيعتها البشرية بكبح جماحها الارضي الانانيّ.

و ها هي ذي «الامامة» بكل معانيها المنقطعة الى اللّه و ها هو ذا «الامام» المنقطع الى اللّه بكل معانيه.

و اذا لم يكن الظرف القائم بين يديه، كافيا للانتصار على الباطل فلم لا يتخذ منه ظرفا كافيا للاحتفاظ بالحق؟ و ذلك هو ما انتهت إليه صورة الموقف، بعد أن رفع الستار عن نوايا الجماهير التي كانت ترتجز أمامه للجهاد، و تتركز في حقيقتها على الاغراض.

و اذا كان لا يردّ عادية معاوية عن الاسلام الصحيح، متمثلا في الصفوة من آل محمد (ص) و البقية الباقية من حزب اللّه المخلصين، و لا يردّ أجناده من أهل الشام، و رتله الخامس المتغلغل في صميم الكوفة و في معسكر الامام الا الغلب على الملك.. فلتكن لهذه الايدى العادية الضارية غنيمتها من الدنيا، بشهواتها و مطامعها و مضارها و معايبها، و لتسلم للحسن و للبقية من حزب اللّه، مبادئهم الروحية، بجلالها و قوتها و اتساعها و عظمتها و خلودها.

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست