و هأنذا مقدم-الآن-بين يدي قارئي الكريم، عصارة بحوث تستملي حقائقها من صميم الواقع غير مدخول بالشكوك، و لا خاضع للمؤثرات عن الحقبة المظلومة التاريخ، التي لم يحفل في عرضها-بما تستحق- مؤرخونا القدامى، و لم يعن في تحليلها-كما يجب-كتابنا المحدثون.
تلك هي قطعة الزمن التي كانت عهد خلافة الحسن بن علي في الاسلام و التي جاءت بين دوافع الاولين، و تساهل الآخرين، صورة مشوهة من صور التاريخ. و تعرضت في مختلف ادوارها لما كان يجب ان يتعرض له امثالها من الفترات المطموسة المعالم، المنسية الحقائق، المقصودة-على الاكثر-بالاهمال او بالتشويه، فاذا بالحسن بن علي (عليه و على ابيه افضل الصلاة و السلام) في عرف الاكثرين من المتسرعين باحكامهم-من شرقيين و غربيين-الخليفة الضعيف السياسة!المتوفر على حب النساء! الذي باع «الخلافة» لمعاوية بالمال!!... الى كثير من هذا الهذر الظالم، الذي لا يستند في مقاييسه على منطق، و لا يرجع في تحكماته الى دليل، و لا يعنى في ارتجالياته بتحقيق او تدقيق.
و عمدت هذه الفصول الى تفلية هذه الحقبة القصيرة من الزمن بما هي ظرف احداث لا تقل بأهميتها-في ذاتها-و لا بموقعها «الإستراتيجي» في التاريخ-اذا صح هذا التعبير-عن اعظم الفترات التي مرّ بها تاريخ