responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 100

و نادى منادي الكوفة-الصلاة جامعة-، و اجتمع الناس فخرج الحسن عليه السلام، و صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«أما بعد، فان اللّه كتب الجهاد على خلقه و سماه كرها، ثم قال لاهل الجهاد: اصبروا ان اللّه مع الصابرين. فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهون. انه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحرك. لذلك اخرجوا رحمكم اللّه الى معسكركم في النخيلة [1] حتى ننظر و تنظرون، و نرى و ترون» .

قال مؤرخو الحادثة: «و سكت الناس فلم يتكلم أحد منهم و لا أجابه بحرف» .

-و رأى ذلك «عديّ بن حاتم» و كان سيد طي‌ء و الزعيم المرموق بسوابقه المجيدة في صحبته للنبيّ و الوصيّ معا (صلى اللّه عليهما) فانتفض انتفاضته المؤمنة الغضبى، و دوّى بصوته الرزين الذي هز الجمع، فاستدارت إليه الوجوه تستوعب مقالته و تعنى بشأنه-و في الناس كثير ممن عرف لابن حاتم الطائي، تاريخه و سؤدده و ثباته على القول الحق-و اندفع الزعيم محموم اللهجة قاسي التقريع، يستنكر على الناس سكوتهم، و يستهجن عليهم ظاهرة التخاذل البغيض.

و قال:

«أنا عديّ بن حاتم، ما أقبح هذا المقام!. أ لا تجيبون امامكم و ابن


[1] تصغير نخلة، موضع قرب الكوفة على سمت الشام، اقول:

و يوجد اليوم على سمت كربلاء بناية تعرف بخان النخيلة، بينها و بين الكوفة اثنا عشر ميلا.

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست