جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع: أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عِنْدَ رَبِّهِ يَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِ مُعَسْكَرِهِ وَ مَنْ حَلَّهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ مَعَهُ وَ يَنْظُرُ إِلَى زُوَّارِهِ وَ هُوَ أَعْرَفُ بِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ بِدَرَجَاتِهِمْ وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَحَدِكُمْ بِوُلْدِهِ وَ إِنَّهُ لَيَرَى مَنْ يَبْكِيهِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ يَسْأَلُ آبَاءَهُ(ع)أَنْ يَسْتَغْفِرُوا وَ يَقُولُ لَوْ يَعْلَمُ زَائِرِي مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ كَانَ فَرَحُهُ أَكْثَرَ مِنْ جَزَعِهِ وَ إِنَّ زَائِرَهُ لَيَنْقَلِبُ وَ مَا عَلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ
[أبيات الإمام الرضا (ع) في الصبر و القبول العذر.]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْأَمِينُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِيَارَ الْخَازِنُ (رحمه الله) فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَ خَمْسِمِائَةٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَ بَابِ الْوَدَاعِ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسٍ الدُّرُوسِيُّ بِالْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ بِالْغَرِيِّ عَلَى سَاكِنِهِ السَّلَامُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِينَ وَ أَرْبَعَمِائَةٍ وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى مَكَّةَ لِلْحَجِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي (رحمهم الله) عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الرِّضَا وَ هُوَ بِالْمَدِينَةِ فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ أَخَاهُ فَأَنْشَأَ(ع)يَقُولُ
أَعْذِرْ أَخَاكَ عَلَى ذُنُوبِهِ* * * وَ اسْتُرْ وَ غَطِّ عَلَى عُيُوبِهِ
وَ اصْبِرْ عَلَى بُهْتِ السَّفِيهِ* * * وَ لِلزَّمَانِ عَلَى خُطُوبِهِ
وَ دَعِ الْجَوَابَ تَفَضُّلًا* * * وَ كُلَّ الظَّلُومِ إِلَى حَسِيبِهِ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْمُفِيدُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رحمه الله) بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي الْمَوْضِعِ الْمَذْكُورِ فِي السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّعِيدُ الْوَالِدُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْمُفِيدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ (رحمه الله) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ طَارِقٍ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(ع)عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً قَالَ زَيْدٌ يَا كَثِيرُ إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ لَسْتَ مِنْهُمْ وَ إِنِّي خَائِفٌ عَلَيْكَ أَنْ تَهْلِكَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِأَتْبَاعِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ إِلَى النَّارِ فَيَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَ الثُّبُورِ وَ يَقُولُونَ لِإِمَامِهِمْ