فَقَالَ لَكِنِّي أَعْرِفُهُ فَقَالَ الشَّامِيُّ مَنْ هُوَ؟ يَا أَبَا فِرَاسٍ فَقَالَ
هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ* * * وَ الْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَ الْحِلُّ وَ الْحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمْ* * * هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ
إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا* * * إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ
يُنْمِي إِلَى ذِرْوَةِ الْعِزِّ الَّتِي قَصُرَتْ* * * عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الْإِسْلَامِ وَ الْعَجَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ* * * رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
يُغْضِي حَيَاءً وَ يُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ* * * وَ لَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ
مِنْ جَدِّهِ دَانَ فَضْلُ الْأَنْبِيَاءِ لَهُ* * * وَ فَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهُ الْأُمَمُ
يَنْشَقُّ نُورُ الْهُدَى عَنْ نُورِ غُرَّتِهِ* * * كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إِشْرَاقِهَا الْقَتَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ* * * طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَ الْخِيمُ وَ الشِّيَمُ
فَقَالَ فَغَضِبَ هِشَامٌ وَ أَمَرَ بِحَبْسِ الْفَرَزْدَقِ بِعَسْفَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ وَ بَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ فَبَعَثَ إِلَى الْفَرَزْدَقِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ قَالَ اعْذِرْنَا يَا أَبَا فِرَاسٍ فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ لَوَصَلْنَاكَ بِهِ فَرَدَّهَا الْفَرَزْدَقُ وَ قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا قُلْتُ الَّذِي قُلْتُ إِلَّا غَضَباً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ مَا كُنْتُ لِأَرْزَأَ عَلَيْهِ شَيْئاً فَقَالَ شَكَرَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إِذَا أَنْفَذْنَا أَمْراً لَمْ نَعُدْ فِيهِ فَقَبِلَهَا وَ جَعَلَ يَهْجُو هِشَاماً وَ هُوَ فِي الْحَبْسِ وَ كَانَ مِمَّا هَجَاهُ
أَ تَحْبِسُنِي بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَ الَّتِي* * * إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوَى مُنِيبَهَا
يَقْلِبُ رَأْساً لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ* * * وَ عَيْنٌ لَهُ حَوْلَاءُ بَانَ عُيُوبُهَا
فَبَعَثَ فَأَخْرَجَهُ وَ بَعْدَ الْبَيْتِ الَّذِي أَوَّلُهُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةَ بِرِوَايَةٍ وَ هُوَ
فَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بِضَائِرِهِ* * * الْعَرَبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَ الْعَجَمُ
[قول النبي للحسن بن علي من زارني أو زار أباك أو أخاك حقا علي أن أزوره يوم القيامة.]
قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ(ع)قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ(ع)لِرَسُولِ اللَّهِ(ص)يَا أَبَتِ مَا جَزَاءُ مَنْ زَارَكَ؟ فَقَالَ مَنْ زَارَنِي أَوْ زَارَ أَبَاكَ أَوْ زَارَكَ أَوْ زَارَ أَخَاكَ كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أَزُورَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ
[قول الصادق (ع) صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة.]
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع)قَالَ: صَوْمُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ كَفَّارَةُ سِتِّينَ سَنَةً