اسم الکتاب : موسوعة توقيعات الإمام المهدي المؤلف : محمد تقي اكبر نجاد الجزء : 1 صفحة : 29
أشفق على نبوّته أشفق على خلافته إذ ليس من حكم الاستتار و التّواري أن يروم الهارب من الشّيء مساعدة إلى مكان يستخفي فيه و لمّا رأينا النّبيّ متوجّها إلى الانجحار و لم تكن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لنا قصد رسول اللّه 6 بأبي بكر إلى الغار للعلّة الّتي شرحناها.
و إنّما أبات عليّا 7 على فراشه لما لم يكن ليكترث له و لم يحفل به و لاستثقاله له و لعلمه بأنّه إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه للخطوب الّتي كان يصلح لها.
قال سعد فأوردت عليه أجوبة شتّى فما زال يقصد كلّ واحد منها بالنّقض و الرّدّ عليّ.
ثمّ قال يا سعد دونكها أخرى بمثلها تخطف آناف الرّوافض ألستم تزعمون أنّ الصّدّيق المبرّى من دنس الشّكوك و الفاروق المحامي عن بيضة الإسلام كانا يسرّان النّفاق و استدللتم بليلة العقبة أخبرني عن الصّدّيق و الفاروق أسلما طوعا أو كرها قال سعد فاحتلت لدفع هذه المسألة عنّي خوفا من الإلزام و حذرا من أنّي إن أقررت لهما بطواعيتهما للإسلام احتجّ بأنّ بدء النّفاق و نشوه في القلب لا يكون إلاّ عند هبوب روائح القهر و الغلبة و إظهار البأس الشّديد في حمل المرء على من ليس ينقاد له قلبه نحو قول اللّه عزّ و جلّ فَلَمََّا رَأَوْا بَأْسَنََا قََالُوا آمَنََّا بِاللََّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنََا بِمََا كُنََّا بِهِ مُشْرِكِينَ `فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمََانُهُمْ لَمََّا رَأَوْا بَأْسَنََا إن قلت أسلما كرها كان يقصدني بالطّعن إذ لم يكن ثمّ سيوف منتضاة كانت تريهم [تريهما]البأس قال سعد فصدرت عنه مزورّا قد انتفخت أحشائي من الغضب و تقطّع كبدي من الكرب.
اسم الکتاب : موسوعة توقيعات الإمام المهدي المؤلف : محمد تقي اكبر نجاد الجزء : 1 صفحة : 29