نقل عن ابن طاوس ; أنّه سمع سحرا في السّرداب عن صاحب الأمر 7 أنّه يقول:
اللّهمّ إنّ شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا و بقيّة طينتنا و قد فعلوا ذنوبا كثيرة اتّكالا على حبّنا و ولايتنا فإن كانت ذنوبهم بينك و بينهم فاصفح عنهم فقد رضينا و ما كان منها فيما بينهم فأصلح بينهم و قاصّ بها عن خمسنا و أدخلهم الجنّة و زحزحهم عن النّار و لا تجمع بينهم و بين أعدائنا في سخطك [2] .
[1] بحار الأنوار ص 302 ج 53 الحكاية الخامسة و الخمسون...
[2] ليس المقصود طبعا رفع التكليف عن الشيعة؛ و ذلك لأنّه ورد في روايات متعددة بأننا نعبد اللّه بورع، فاعبدوه انتم بورع و لا تتبعونا املا في شفاعتنا. و الاعتقاد بأن ولاية اهل البيت تغني عن العمل يتطابق مع معتقدات الغلاة. و قد اكدوا مرات عديدة بأن من لا يعمل صالحا فنصيبه العذاب. و الدليل العقلي على هذا هو لو كانت ولاية أهل البيت : تغني الانسان عن العمل، فلماذا جعل الأئمة انفسهم أئمة من قبل اللّه عزّ و جل؟ألم يجعلوا ائمة إلا من اجل هداية الناس؟ألم يستشهد الامام الحسين 7 الا من اجل اقامة الدين؟فان كان حبّه الصوري كافيا، فهل تبقى هناك حاجة لوجود الدين؟و هل يكون هناك من يكره أهل البيت : و ينصب لهم العداء؟
و على هذا الأساس فالمقصود من هذه الأدعية هم اهل العبادة و السعي و الجد في دين اللّه، الذين قد تحصل منهم زلات و هفوات بين الحين و الآخر. و في مثل هذه الحالة يدخلون الجنّة بشفاعة و دعاء أهل البيت :.
و مما يؤيد هذا القول ان الامام نفسه يصف هؤلاء المذنبين بالشيعة. في حين ورد في رواية ان الامام محمد الباقر 7 قال لجابر الجعفي: اهل المعاصي الذين يدعون محبّتنا كذّابون.
و الملاحظة الاخيرة هي ان هذه المسألة شيء آخر غير المقامات الرفيعة التي لا يمكن الانسان بلوغها إلاّ بجهوده و مساعيه الذاتية؛ لأن هذا النوع من الادعية الصادرة عن اهل البيت انّما هي للنجاة من الناس و ليس لنيل مقام القرب؛ لأن مقامات المقربين و الأبرار محرّمة على أهل المعاصي.
اسم الکتاب : موسوعة توقيعات الإمام المهدي المؤلف : محمد تقي اكبر نجاد الجزء : 1 صفحة : 245