نعم شهد نبي الرحمة فلذة كبده بتلك الحالة التي تنفطر لها السموات و رأى ذلك الجمع المغمور بالاضاليل متألبا على استئصال آله من جديد الأرض فشاهده بعض من حضر ينظر الجمع مرة و السماء أخرى مسلما للقضاء [1] .
و لما مر أمير المؤمنين بكربلا في مسيره إلى صفين نزل فيها و أومأ بيده إلى موضع منها فقال: ههنا موضع رحالهم و مناخ ركابهم، ثم أشار إلى موضع آخر و قال: ههنا مهراق دمائهم، ثقل لآل محمد ينزل ههنا ثم قال: واها لك يا تربة ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب [2] و ارسل عبرته و بكى من معه لبكائه و أعلم الخواص من صحبه بأن ولده الحسين يقتل ههنا في عصابة من أهل بيته و صحبه هم سادة الشهداء لا يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق [3] .
و في حديثه الآخر بعد الإخبار بأن في موضع كربلا يقتل فتية من آل محمد قال تبكي عليهم السماء و الأرض [4] بأبي من لا ناصر له إلا اللّه [5] ثم قال: لا يزال بنو أمية يمعنون في سجل ضلالتهم حتى يهريقوا الدم الحرام في الشهر الحرام و لكأني أنظر إلى غرنوق من قريش يتشحط في دمه فإذا فعلوا ذلك لم يبق لهم في الأرض عاذر و لم يبق ملك لهم [6] و مر سلمان الفارسي على كربلا حين مجيئه إلى المدائن فقال هذه مصارع إخواني و هذا موضع مناخهم و مهراق دمائهم يقتل بها ابن خير الأولين و الآخرين [7] و مر عيسى بن مريم 7 بأرض كربلا فرأى ظباء ترعى هناك فكلمته بأنها ترعى هنا شوقا إلى تربة الفرخ المبارك فرخ الرسول أحمد و أنها آمنة في هذه الأرض ثم أخذ المسيح 7 من أبعارها وشمه و قال: اللهم