responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 335

يلحقهم لاحق‌ [1] على وجه الصعيد تصهرهم الشمس و يزورهم وحش الفلا.

قد غيّر الطعن منهم كل جارحة # إلا المكارم في أمن من الغير

و بينهم سيد شباب أهل الجنة بحالة تفطر الصخر الأصم، غير أن الأنوار الإلهية تسطع من جوانبه و الأرواح العطرة تفوح من نواحيه.

و مجرح ما غيّرت منه القنا # حسنا و لا أخلقن منه جديدا

قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى # مذ ألبسته يد الدماء لبودا

تحمي أشعته العيون فكلما # حاولن نهجا خلنه مسدودا

و تظله شجر القنا حتى أبت # إرسال هاجرة إليه بريدا [2]

و حدّث رجل من بني أسد أنه أتى المعركة بعد ارتحال العسكر فشاهد من تلك الجسوم المضرجة أنوارا ساطعة و أرواحا طيبة و رأى أسدا هائل المنظر يتخطى تلك الأشلاء المقطعة حتى إذا وصل إلى هيكل القداسة و قربان الهداية تمرغ بدمه و لاذ بجسده و له همهمة و صياح فأدهشه الحال إذ لم يعهد مثل هذا الحيوان المفترس يترك ما هو طعمة أمثاله فاختفى في بعض الأكم لينظر ما يصنع فلم يظهر له غير ذلك الحال.

و مما زاد في بعض تحيره و تعجبه أنّه عند انتصاف الليل رأى شموعا مسرجة ملأت الأرض بكاءا و عويلا مفجعا [3] .

و في اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد 7 لأنّ الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله‌ [4] .


[1] كامل الزيارات ص 219.

[2] للحاج هاشم الكعبي.

[3] مدينة المعاجز ص 263 باب 127.

[4] إثبات الوصية للمسعودي ص 173، و قد ذكرنا في كتاب «زين العابدين» ص 402 الأحاديث الدالة على أن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله.

لم تكشف الأحاديث هذا السر المصون، و لعل النكتة فيه أن جثمان المعصوم عند سيره إلى المبدأ الأعلى بانتهاء أمد الفيض الإلهي يختص بآثار منها: أن لا يقرب منه من لم يكن من أهل هذه المرتبة إذ هو مقام قاب قوسين أو أدنى، ذلك المقام تقهقر عنه الروح-

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست