responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 333

إلى عنقه و أوداجه تشخب دما فكان يقول:

يا أمة السوء لا سقيا لربعكم # يا أمة لم تراع جدّنا فينا

لو أننا و رسول اللّه يجمعنا # يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟

تسيّرونا على الأقتاب عارية # كأننا لم نشيّد فيكم دينا!

و أومأ إلى الناس أن اسكتوا فلما سكتوا حمد اللّه و أثنى عليه و ذكر النبي فصلّى عليه ثم قال:

أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني بأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن من انتهكت حرمته، و سلبت نعمته و انتهب ماله، و سبي عياله، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل و لا ترات، أنا ابن من قتل صبرا و كفى بذلك فخرا.

أيها الناس ناشدتكم اللّه هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهود و الميثاق و البيعة، و قاتلتموه، فتبّا لكم لما قدّمتم لأنفسكم، و سوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول اللّه، إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، و انتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي.

فارتفعت الأصوات بالبكاء و قالوا: هلكتم و ما تعلمون.

ثم قال 7: رحم اللّه امرأ قبل نصيحتي، و حفظ وصيّتي في اللّه و في رسوله و أهل بيته، فإنّ لنا في رسول اللّه أسوة حسنة.

فقالوا بأجمعهم: نحن يا ابن رسول اللّه سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، و لا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك اللّه فإنّا حرب لحربك، و سلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك و ظلمنا.

فقال 7: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى أبي من قبل كلاّ و رب الراقصات، فإن الجرح لمّا يندمل، قتل أبي بالأمس و أهل بيته و لم ينس ثكل رسول اللّه و ثكل أبي و بني أبي، إنّ وجده و اللّه لبين لهاتي و مرارته بين حناجري و حلقي، و غصته تجري‌

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست