و في الرهيمة [1] لقيه رجل من أهالي الكوفة يقال له أبو هرم فقال: يا ابن رسول اللّه ما الذي أخرجك عن حرم جدك. فقال: يا أبا هرم إن بني أمية شتموا عرضي فصبرت و أخذوا مالي فصبرت و طلبوا دمي فهربت و أيم اللّه ليقتلوني فيلبسهم اللّه ذلا شاملا و سيفا قاطعا و يسلط عليهم من يذلهم [2] حتى يكونوا اذل من قوم سبا إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم و دمائهم [3] .
القادسية
و في القادسية [4] قبض الحصين بن نمير التميمي على قيس بن مسهر الصيداوي رسول الحسين إلى أهل الكوفة و كان ابن زياد أمره أن ينظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان و منها إلى القطقطانة و لما أراد أن يفتشه أخرج قيس الكتاب و خرقه وجيء به إلى ابن زياد فقال له: لماذا خرقت الكتاب؟قال: لئلا تطلع عليه فأصر ابن زياد على أن يخبره بما فيه فأبى قيس فقال إذا اصعد المنبر و سب الحسين و أباه و أخاه و إلا قطعتك إربا فصعد قيس المنبر فحمد اللّه و اثنى عليه و صلى على النبي و آله و أكثر من الترحم على أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و لعن عبيد اللّه بن زياد و أباه و بني أمية ثم قال: أيها الناس أنا رسول الحسين إليكم و قد خلفته في موضع كذا فأجيبوه فأمر ابن زياد أن يرمى من أعلى القصر فرمي و تكسرت عظامه
[1] في معجم البلدان الرهيمة بالتصغير عين تبعد عن خفية ثلاثة أميال و تبعد خفية عن الرحبة مغربا بضعة عشر ميلا و في وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 ص 236 من حمي فيدماء يقال له الرحيمة بالحاء المهملة.
[3] في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 226 و مثير الأحزان لابن نما و فيه رواية الحديث بتمامه.
[4] في معجم البلدان ج 3 ص 451 خفان موضع قرب الكوفة فيه عين عليها قرية لولد عيسى بن موسى الهاشمي و فيه ج 7 ص 125 القطقطانة تبعد عن الرهيمة إلى الكوفة نيفا و عشرين ميلا.