responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 187

و كان علي بن الطعان المحاربي مع الحر فجاء آخرهم و قد أضرّ به العطش فقال الحسين: أنخ الراوية و هي الجمل بلغة الحجاز فلم يفهم مراده فقال له: أنخ الجمل و لما أراد أن يشرب جعل الماء يسيل من السقاء فقال له: «ريحانة الرسول» أخنث السقاء فلم يدر ما يصنع لشدة العطش فقام 7 بنفسه و عطف السقاء حتى ارتوى و سقى فرسه.

و هذا لطف و حنان من أبيّ الضيم على هؤلاء الجمع في تلك البيداء المقفرة التي تعز فيها الجرعة الواحدة و هو عالم بحراجة الموقف و نفاد الماء و أن غدا دونه تسيل النفوس و لكن العنصر النبوي و الكرم العلوي لم يتركا صاحبهما إلا أن يحوز الفضل.

أحشاشة الزهراء بل يا مهجة # الكرار يا روح النبي الهادي

عجبا لهذا الخلق هلا اقبلوا # كل إليك بروحه لك فادي

لكنهم ما وازنوك نفاسة # أنى يقاس الذر بالاطواد

عجبا لحلم اللّه جل جلاله # هتكوا حجابك و هو بالمرصاد

عجبا لآل اللّه صاروا مغنما # لبني يزيد هدية و زياد [1]

ثم إن الحسين استقبلهم فحمد اللّه و اثنى عليه و قال:

إنها معذرة إلى اللّه عز و جل و إليكم و إني لم آتكم حتى اتتني كتبكم و قدمت بها عليّ رسلكم أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام و لعل اللّه أن يجمعنا بك على الهدى فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئن به من عهودكم و مواثيقكم و إن كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم.

فسكتوا جميعا.


[1] من قصيدة طويلة للعلامة الشيخ أحمد النحوي ذكرت في شعراء الحلة ج 1 ص 70 و للسيد الحجة ثقة الإسلام السيد محمد الكشميري:

سقيت عداك الماء منك تحننا # بأرض فلاة حيث لا يوجد الماء

فكيف إذا تلقى محبيك في غد # عطاشى من الأجداث في دهشة جاؤوا

غ

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست