بك على الهدى و الحق و قد بعثت إليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي و أمرته أن يكتب إلي بحالكم و أمركم و رأيكم فإن كتب أنه قد اجتمع رأي ملئكم و ذوي الفضل و الحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم و قرأت في كتبكم، أقدم عليكم و شيكا إن شاء اللّه!فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب و الآخذ بالقسط و الدائن بالحق و الحابس نفسه على ذات اللّه و السلام [1] ثم دفع الكتاب إلى مسلم بن عقيل و قال له إني موجهك إلى أهل الكوفة و سيقضي اللّه من أمرك ما يحب و يرضى و أنا أرجو أن أكون أنا و أنت في درجة الشهداء فامض ببركة اللّه و عونه فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها [2] .
سفر مسلم
و بعث مع مسلم بن عقيل 7 قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبد اللّه السلولي و عبد الرحمن بن عبد اللّه الأزدي و أمره بتقوى اللّه و النظر فيما اجتمع عليه أهل الكوفة فإن رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل إليه بكتاب [3] .
فخرج مسلم من مكة للنصف من شهر رمضان [4] على طريق المدينة فدخلها و صلى في مسجد النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و ودع أهله [5] ثم استأجر رجلين من قيس ليدلاه على الطريق فضّلا ذات ليلة و أصبحا تائهين و قد اشتد بهما العطش و الحر فقالا لمسلم 7 و قد بان لهما سنن الطريق عليك بهذا السمت فالزمه لعلك تنجو فتركهما و مضى على الوصف و مات الدليلان عطشا [6] و لم يسعه حملهما لأنهما على وشك الهلاك و غاية ما وضح للدليلين العلائم المفضية إلى الطريق لا الطريق نفسه و لم تكن المسافة بينهم و بين الماء معلومة و ليس لهما طاقة على الركوب بأنفسهما و لا مردفين مع آخر و بقاء مسلم 7 معهما إلى منتهى الأمر يفضي إلى