لأمثاله و هي البيعة ليزيد فإن فيها خير الدين و الدنيا فاسترجع الحسين و قال 7: على الإسلام السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد و لقد سمعت جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: الخلافة محرمة على أبي سفيان [1] فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه و قد رآه أهل المدينة على المنبر فلم يبقروا فابتلاهم اللّه بيزيد الفاسق، و طال الحديث بينهما حتى انصرف مروان مغضبا [2] .
و في الليلة الثانية جاء الحسين إلى قبر جده و صلى ركعات ثم قال: اللهم إن هذا قبر نبيك محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم و أنا ابن بنت نبيك و قد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم إني أحب المعروف و أنكر المنكر و أسألك يا ذا الجلال و الاكرام بحق القبر و من فيه إلا اخترت لي ما هو لك رضى و لرسولك رضى و بكى.
و لما كان قريبا من الصبح وضع رأسه على القبر فغفا فرأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم في كتيبة من الملائكة عن يمينه و شماله و بين يديه فضم الحسين إلى صدره و قبّل ما بين عينيه و قال حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كربلا بين عصابة من أمتي و أنت مع ذلك عطشان لا تسقى و ظمآن لا تروى و هم بعد ذلك يرجون شفاعتي لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة!حبيبي يا حسين، إن أباك و أمك و أخاك قدموا علي و هم مشتاقون إليك. فبكى الحسين و سأل جده أن يأخذه معه و يدخله في قبره.
و لكن الرسول الأقدس أبى إلا أن يمضي ولده على حال أربى في نيل الجزاء و آثر عند الجليل سبحانه يوم الخصام فقال صلى اللّه عليه و آله و سلم: لا بد أن ترزق الشهادة ليكون لك ما كتب اللّه فيها من الثواب العظيم فإنك و أباك و عمك و عم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة.
فانتبه الحسين وقص رؤياه على أهل بيته فاشتد حزنهم و كثر بكاؤهم [3]
[3] مقتل العوالم ص 54 عن محمد بن أبي طالب و هذا التذمر بيان لمقتضى الحال و تعليم للأمة بأن في مشاهدة تلكم الأحوال من تداول المنكرات و إزهاق المعروف ما يستهان-