و لما استكثر معاويه بن وهب هذا لزوار الحسين قال له الإمام الصادق 7: إن من يدعو لزوار الحسين في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض [1] .
و هذا الدعاء من إمام الأمة اشتمل على أحكام جليلة و مزايا لا يقف عليها إلا من استضاء بنورهم و اعتصم بحبل ولايتهم فمن ذلك رجحان البكاء و الجزع و الصراخ لما أصاب المعصومين من أهل البيت و الصرخة كما نص عليها علماء اللغة هي الصيحة الشديدة عند الفزع و المصيبة [2] و حيث لم تخص في الدعاء بما إذا وقعت في الدور كان الاطلاق شاملا لمحبوبيتها في كل حال سواء وقعت في الشوارع أو المشاهد أو غيرهما من رجال أو نساء.
و منها مسح الخدود على القبر الأطهر و لا يقتضي التخصيص بقبر الحسين 7 فإن رواية الشيخ الطوسي في التهذيب (ج 1 ص 200) في الصلاة على القبور عن محمد بن عبد اللّه الحميري قال: كتبت إلى الفقيه أسأله عن الرجل يزور القبور إلى أن قال في التوقيع أما السجود على القبر فلا يجوز في نافلة و لا فريضة بل يضع خده الأيمن على القبر و عمومه شامل لرجحان وضع الخد عند كل قبر من قبور المعصومين :.
ايثارهم :
و مما أرشدنا إليه هذا الدعاء محبوبية ما تفعله الشيعة من بذل الأموال لاحياء أمر أئمتهم : في العزاء و المواليد و غيرهما و إيثارهم بذلك على أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم.
و غير بعيد عنك معنى الايثار فإنه ترجيح الغير على النفس إما بسد خلته أو بتأييده في بلوغ أمنيته أو لتكريمه و هو من الخصال الحميدة المنبعثة عن كرم الطباع
[1] رواه الكليني في الكافي و ابن قولويه في كامل الزيارة ص 116 و الصدوق في ثواب الأعمال ص 54.