responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 106

أهمها: أن النزعة الأموية لم تزل تنجم و تخبو في الفينة بعد الفينة تتعاوى بها ذوو أغراض مستهدفة و إن أصبح الأمويون رمما بالية و لم يبق منهم إلا شية العار و سبة عند كل ذكر، لكن بما أنها إلحادية يتحراها لفيفهم و من انضوى إليهم من كل الاجيال، فكان همّ أهل البيت : اخمادها و لفت الانظار إلى ما فيها من المروق عما جاء به المنقذ الأكبر الذي لاقى المتاعب في سبيل نشر دعوته و احيائها، و من الطرق الموجبة لتوجيه النفوس نحوها و تعريف مظلوميتهم و دفعهم عن الحق الالهي المجعول لهم من الشرع الأعظم ذكر قضية سيد الشهداء لاحتفافها بمصائب يرق لها قلب العدو الألد فضلا عن الموالي المشايع لهم المعترف بما له من خلافة مغتصبة.

فأراد الأئمة أن يكون شيعتهم على طول السنة و ممر الأيام غير غافلين عما عليه السلطة الغاشمة من الابتعاد عن النهج القويم فحملوهم على المثول حول مرقد سيد شباب أهل الجنة في مواسم خاصة و غيرها فإن طبع الحال قاض بأنهم في هذا المجتمع يتذاكرون تلك القساوة التي استعملها الأمويون من ذبح الأطفال و تسفير حرم الرسالة من بلد لآخر:

مغلولة الأيدي إلى الأعناق # تسبى على عجف من النياق

حاسرة الوجه بغير برقع # لا ستر غير ساعد و اذرع‌ [1]

و إن الحمية و الشهامة تأبى لكل أحد أن يخضع لمن أتى بهذا الفعل الشنيع مع كل أحد فضلا عن آل الرسول الأقدس فتحتدم إذ ذاك النفوس و تثور العاطفة و يحكم على هؤلاء الارجاس بالمروق عن دين الإسلام و طبعا هذا الداعي في سيد الشهداء ألزم من غيره من الأئمة لاشتمال قضيته على ما يرقق القلوب، فمن هنا اتخذه المعصومون حجة يصولون بها على أعدائهم فأمروا شيعتهم بالبكاء تارة و الاحتفال بأمره بأي نوع كان طورا و زيارته ثالثة إلى غير ذلك مما ترك الأمة حسينية الذكر كما أنها حسينية المبدأ و لا تلفظ نفسها الأخير إلا و هي حسينية المنتهى.


[1] للحجة الشيخ هادي كاشف الغطاء قدس سره.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست