و قد أشار اللّه رب العالمين في غير هذين الحديثين المتقدمين؛ في عدّة أحاديث من الأحاديث المعراجية إلى سيد الإنس و الجن بخلافة العترة الطاهرة.
فإذا قال قائل: لماذا كان كل هذه الأنواع من التنبأ و الأخبار في ليلة واحدة؟فجوابه: لعل كل ذلك لم يقع في ليلة واحدة؟فهناك حديث ينص على أن قضية المعراج قد وقعت مرتين، و هذا الحديث ذكره إبراهيم بن هاشم في تفسيره. و قد توقفنا عن ذكره لأنه لم يخل عن التطويل، فمن يريد الإطلاع فعليه الرجوع إلى ذلك الكتاب. [1]
و روى ابن بابويه رحمة اللّه عليه في كتاب الخصال حديثا جاء فيه أنه وقع العروج برسول اللّه إلى السماء و الارتقاء إلى عرش الحق تعالى مائة و عشرين مرة، و هذا الحديث هو:
عرج بالنبي 6 مائة و عشرين مرة، ما من مرّة إلا و قد أوصى اللّه تعالى فيها النبي 6 بالولاية لعليّ بن أبي طالب و الأئمّة : أكثر مما أوصاه بالفرائض. [2]
و يمكن أن يكون المقصود من الولاية في هذا الحديث هو تولية حضرت سلطان الولاية على الأمّة، و كان التكرار بالتوصية للتأكيد عليها، كما أن الرسول 6 قد بين كرارا في باب إمامته و خلافته بالنصوص الجلية و الخفية.
سبحان اللّه!مع كل هذه التوصيات من الحق تعالى و المصطفى في حق عليّ المرتضى صلوات اللّه عليهما و آلهما فلم يتأثر المنافقون أولاد الحرام بها أبدا.
[1] تفسير القمي/علي بن إبراهيم 2: 3-16/ط 1/النجف الأشرف.