responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علامات المهدي المنتظر في خطب الامام علي و رسائله و احاديثه المؤلف : مهدي حمد الفتلاوي    الجزء : 1  صفحة : 364

الله لهم بعد النضرة و السرور، و الأمر و النهي، و لمن صبر منكم العاقبة في الجنان و الله مخلدون و لله عاقبة الأمور.

فيا عجبا و ما لي لا أعجب، من خطاء هذه الفرق، على اختلاف حججها في دينها لا يقتصون أثر نبيّ، و لا يقتدون بعمل وصيّ و لا يؤمنون بغيب، و لا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا و المنكر عندهم ما أنكروا، و كلّ امرئ منهم إمام نفسه، آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات، و أسباب محكمات، فلا يزالون بجور و لن يزدادوا إلا خطا، لا ينالون تقربا، و لن يزدادوا إلا بعدا من الله عزّ و جلّ، أنس بعضهم ببعض و تصديق بعضهم لبعض، كلّ ذلك وحشة مما ورث النبيّ 6، و نفورا مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات و الأرض.

أهل حسرات، و كهوف شبهات، و أهل عشوات، و ضلالة و ريبة من وكلّه الله إلى نفسه و رأيه، فهو مأمون عند من جهله، غير المتهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها.

و وا أسفا من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودتها اليوم، كيف يستذل بعدي بعضها بعضا، و كيف يقتل بعضها بعضا؟المتشتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كلّ حزب منهم آخذ منه بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع أن الله و له الحمد، سيجمع هؤلاء لشر يوم-لبني أميّة-كما يجمع قزع الخريف، يؤلف الله بينهم، ثمّ يجعلهم ركاما كركام السحاب، ثمّ يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين سيل العرم، حيث نقب عليه فارة فلم يثبت عليه أكمة و لم يردّ سننه رضّ طود، يذعذهم الله في بطون أودية، ثمّ يسلكهم ينابيع في الأرض، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، و يمكن بهم قوما في ديار قوم تشريدا لبني أميّة، و لكيلا يغتصبوا

اسم الکتاب : علامات المهدي المنتظر في خطب الامام علي و رسائله و احاديثه المؤلف : مهدي حمد الفتلاوي    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست