اسم الکتاب : علامات المهدي المنتظر في خطب الامام علي و رسائله و احاديثه المؤلف : مهدي حمد الفتلاوي الجزء : 1 صفحة : 321
فلو أنّهم سلّموا ذلك له، و صدّقوا به، لكان خيرا لهم، و لكنّهم قالوا لموسى 7 لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة.
قال الله عزّ و جلّ فَأَخَذَتْهُمُ اَلصََّاعِقَةُ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ[1]ثُمَّ بَعَثْنََاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[2] افترى يا ابن الكوا، إنّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم، بعد ما ماتوا؟فقال ابن الكوا: و ما ذاك؟ثم أماتهم مكانهم؟
فقال له أمير المؤمنين 7: لا ويلك أو ليس قد أخبرك الله في كتابه، حيث يقول وَ ظَلَّلْنََا عَلَيْكُمُ اَلْغَمََامَ وَ أَنْزَلْنََا عَلَيْكُمُ اَلْمَنَّ وَ اَلسَّلْوىََ[3] فهذا بعد الموت إذ بعثهم، و أيضا مثلهم يا ابن الكوا، الملأ من بني إسرائيل، حيث يقول الله عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيََارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ اَلْمَوْتِ فَقََالَ لَهُمُ اَللََّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيََاهُمْ[4] .
و قوله عزّ و جلّ أيضا في عزير، حيث أخبر الله تعالى فقال:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىََ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خََاوِيَةٌ عَلىََ عُرُوشِهََا قََالَ أَنََّى يُحْيِي هََذِهِ اَللََّهُ بَعْدَ مَوْتِهََا فَأَمََاتَهُ اَللََّهُ[5] و أخذه بذلك الذنب مائة عام ثمّ بعثه و ردّه إلى الدّنيا فقال: كَمْ لَبِثْتَ قََالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قََالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عََامٍ[6] فلا تشكنّ يا ابن الكوا في قدرة الله عزّ و جلّ) .