responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي    الجزء : 1  صفحة : 592

ثانياً: إن قول الدكتور القفاري: "إن الشيخ الطوسي نفسه صرح في كتابه عدّة الأصول بأن أحاديث التهذيب وأخباره تزيد على (5000)" مستنتجاً عقب ذلك أنه "زيد على كتاب التهذيب أكثر من الضعف في العصور المختلفة"، هذا القول هو من أساسه نتيجة عملية خيانة علمية تورط فيها الدكتور القفاري، فنص عبارة الشيخ الطوسي في عدة الأصول ليس كذلك، بل هو على الشكل التالي:

"وقد ذكرت ما ورد عنهم : من الأحاديث المختلفة التي تختص الفقه في كتابي المعروف بـ "الاستبصار" وفي كتاب "تهذيب الأحكام" ما يزيد على خمسة آلاف حديث"[1].

وبناء عليه فإن كلام الشيخ الطوسي إنما يتعرض لبيان كمية الأخبار المختلفة (أي الأحاديث المتعارضة) في كتابي تهذيب الأحكام والاستبصار، ولا علاقة لكلامه بحجم الأحاديث الواردة في هذين الكتابين بأجمعهما[2]، وهنا نجدد مرة


1 ـ عدة الأصول: ج 1، ص 137، قال الشيخ الطوسي لدى بيانه أدلة جواز العمل بخبر الواحد: "ومنها... ما ظهر بين الفرقة المحقة من الاختلاف الصادر عن العمل بتلك الأخبار المختلفة... يفتي أحدهم بما لا يفتي به صاحبه ووجدتهم مع هذا الاختلاف العظيم لم يقطع أحد منهم موالاة صاحبه ولم ينته إلى تضليله... وفي ذلك دليل على جواز العمل بما عملوا به الأخبار" ثم تعرض الشيخ لكمية الأخبار المختلفة (أي المتعارضة) ليقول: "وقد ذكرت ما ورد عنهم : من الأحاديث المختلفة... ما يزيد على خمسة آلاف حديث".

2 ـ إن عدد روايات كتاب "تهذيب الأحكام" هو ما ذكره آغا بزرك الطهراني والسيد محسن الأمين العاملي، وهو ما يقارب (13950) من بينها حوالي (5000) حديث من الأخبار المتعارضة، وقد أفرد الشيخ الطوسي لهذه الأخبار كتاباً مستقلا أسماه "الاستبصار فيما اختلف من الأخبار" محاولا في هذا الكتاب إزاحة شبح التعارض عنها وتقديم توفيقات فيما بينها وفقاً للقواعد المقررة في علم أصول الفقه، ويصرح الشيخ الطوسي في مقدمة الاستبصار (1: 2 ـ 3) وفي آخره بعدد تلك الروايات المختلفة ويقول: "أبواب الكتاب تسعمائة وخمسة وعشرون باباً تشتمل على خمسة آلاف وخمسمائة وأحد عشر حديثاً حصرتها لئلاّ يقع فيها زيادة أو نقصان". انظر الاستبصار: ج 4، ص 343.

والأمر المثير للدهشة والتعجب هو إقرار الدكتور نفسه ـ في موضع آخر من كتابه (ص 359) ـ بأنه رأى كتاب الاستبصار ومقدمته وعلى أساس من ذلك يكتب: "وهو (أي كتاب الاستبصار) لا يعدو أن يكون اختصاراً لكتاب تهذيب الأحكام للطوسي كما صرح بذلك الطوسي في مقدمة الاستبصار"، ومع أن الدكتور القفاري قد رأى نفس عبارة الشيخ الطوسي وفهمها واعياً أن كتاب الاستبصار كما يفيده اسمه مخصص للبحث حول الأخبار المتعارضة، لكنه هنا يرتكب خيانة جديدة بحذفه عبارة "الأحاديث المختلفة" من كلام الشيخ الطوسي.

اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي    الجزء : 1  صفحة : 592
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست