responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي    الجزء : 1  صفحة : 439

لكن إعجاز القرآن ينفي وجود مثل هذا الاختلاط، وخاصة في حياة النبىّ 6 وعلى مرأىً منه، إذ إنّ النبىّ (6 ) وسلم سيمنع من وقوع أي اختلاط، ومع جواز هذا الاحتمال الباطل فان الخوف من الاختلاط إنّما يتأتّى في أوائل البعثة يعني الزمان الذي لم يدوّن فيه القرآن كما ذهب إليه كثير من أهل السنة قديماً[1] وحديثاً[2]، فهناك يكون خوف الاختلاط أمراً وارداً، لكن الاشكال حينئذ يصبح أشدّ صعوبة حيث ان الراويين للحديث اثنان فقط أحدهما: "أبو سعيد الخدري"[3] والآخر "أبو هريرة"[4]. فأمّا أبو سعيد فكان عُمره يوم اُحُد ثلاث عشرة سنة، وأبو هريرة دخل الإسلام في السنة السابعة من الهجرة في المدينة، فكيف يتسنّى لهما نقل رواية كهذه في أوائل البعثة.

نعم، إنّ مسألة منع كتابة الحديث في زمن الخلفاء لها جذور تمتد إلى عصر الرسالة، حيث انّ صدى الرسالة لم يصل إلى أعماق نفوسهم، فجوّزوا لأنفسهم الاجتهاد في مقابل النص، وإليك ما ذكر "عبد الله بن عمرو بن العاص" شاهداً على ما ذكرناه، فقال:

"كنت أكتب كلّ شيء سمعته من رسول الله 6، يريد حفظه، فنهتني قريش فقالوا: إنّك تكتب كلّ شيء تسمعه من رسول


1 - كابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: ص 266 وابن القيم، كما في تهذيب سنن أبي داود: ج 5، ص 245، وقد عزا الخطيب البغدادي هذا القول الى عدّة من الناس. تقييد العلم: ص 57.

2 ـ كمحمد أبو زهرة في كتابه "الحديث والمحدثون": ص 124 وصبحي الصالح في "علوم الحديث ومصطلحاته": ص 20.

3 ـ انظر: كتب التراجم والرجال كـ "سير أعلام النبلاء": ج 2، ص 168.

4 ـ أسلّم أبو هريرة قبل وفاة النبىّ 6 بثلاث سنين (في وقعة خيبر). انظر: اضواء على السنة المحمدية: ص 202 وشيخ المضيرة: ص 45.

اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي    الجزء : 1  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست