2 ـ إنّ الرّوايات التي ذكرها وجمعها الدكتور القفاري عن مضامين التّحريف في كتب الشيعة أكثرها ترجع في الأصل إلى التفسير المنسوب للقمّي، ليسوغ له الحكم بتكفير الآخرين ونفاقهم مستعملاً في ذلك أقبح الألفاظ وأشنعها، وهلمّ معي إلى بعض ما قاله في هذا المقام:
"إن الكلمات المفتراة التي يقدمها اُولئك المفترون أمثلة للآيات الساقطة بزعمهم قد كشفت القناع عن كفرهم كما إنها فضحت كذبهم وكشفت افتراءهم..."[2].
في حين أنّ أكثر الرّوايات التي ذكرها الدكتور بعنوان المثال موجودة في كتب أهل السنة أيضاً، ولذلك أوّلها الدكتور القفاري بأنـّها من باب "القراءة الواردة" أو "تفسير الآيات" أو "نسخ التلاوة"، وهي كلّها ـ بزعم الدكتور القفاري ـ من الله، ولهذا بقي الدكتور القفاري يناقض نفسه بنفسه من دون أن يجد حلاً.
وإليك ما جاء من تلك الرّوايات في بعض كتب أهل السنة أيضاً. ففي الآية الشريفة: (يا أيُّها الرسول بلغ ما اُنزل إليك من ربّك وإنْ لم تفعل فما بلَّغت رسالته...)[3] أخرج السيوطي في "الدرّ المنثور" عن ابن مردويه بسنده عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ الآية على عهد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم هكذا: (يا أيُّها الرسول بلغ ما اُنزل إليك من ربّك ـ أن علياً مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته...)[4].