فبعض ما غيره الحجّاج بزعمهم الباطل قرأه بعض من القراء السبعة مثل قراءة "لم يتسنّ" في قراءة حمزة والكسائي وخلف، وبعضها لم يقرأه أحد من القراء كـ "شريعة ومنهاجاً".
والعجب من صاحب الفرقان حين قال: "ولم يصنع الحجّاج ما صنع إلاّ بعد اجتهاده وبحثه مع القراء والفقهاء المعاصرين له، وبعد إجماعهم على أنّ جميع ذلك قد حدث... لجهلهم باُصول الكتابة وقواعد الإملاء، والبعض الآخر لخطأ الكاتب في سماع ما يملى عليه والتباسه فيما يتلى عليه، ولا ينافي هذا مع قوله جل شأنه: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)[2] لأنّ المراد بالحفظ مفهوم الألفاظ لا منطوقها." وهذا منه في غاية الوهن ويكفي في وهنه وبشاعة قوله ونقضاً لكلامه ما قاله في الكتاب نفسه:
"إنّ الإنسان لينقضي عمره في تهذيب كلمة له أو قصيدة ولا يفتأ يقول: لو وضعت هذه الكلمة مكان هذه لكان أليق، ولو وضعت هذا الحرف مكان هذا لكان أليق، إلاّ القرآن الكريم فإنّك لو وضعت كلمة
1 ـ كتاب المصاحف لابن أبي داود: ص 49 ـ 50 ومناهل العرفان: ص 257.
2 ـ سورة الحجر (15): الآية 9.
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف و تفنيد الإفتراءات المؤلف : الدكتور فتح الله المحمدي الجزء : 1 صفحة : 181