اسم الکتاب : المهدوية عند أهل البيت المؤلف : ابو الفضل الاسلامي الجزء : 1 صفحة : 56
و الإمكان العلمي، و الإمكان المنطقي أو الفلسفي.
و أقصد بالإمكان العملي: أن يكون الشيء ممكنا على نحو يتاح لي أو لك، أو لإنسان آخر فعلا أن يحققه، فالسفر عبر المحيط، و الوصول إلى قاع البحر، و الصعود إلى القمر، أشياء أصبح لها إمكان عملي فعلا. فهناك من يمارس هذه الأشياء فعلا بشكل و آخر.
و أقصد بالإمكان العلمي: أن هناك أشياء قد لا يكون بالإمكان عمليا لي أو لك، أن نمارسها فعلا بوسائل المدنية المعاصرة، و لكن لا يوجد لدى العلم و لا تشير اتجاهاته المتحركة إلى ما يبرر رفض إمكان هذه الأشياء و وقوعها وفقا لظروف و وسائل خاصة، فصعود الإنسان إلى كوكب الزهرة لا يوجد في العلم ما يرفض وقوعه، بل إن اتجاهاته القائمة فعلا تشير إلى إمكان ذلك، و إن لم يكن الصعود فعلا ميسورا لي أو لك؛ لأن الفارق بين الصعود إلى الزهرة و الصعود إلى القمر ليس إلاّ فارق درجة، و لا يمثل الصعود إلى الزهرة إلاّ مرحلة تذليل الصعاب الإضافية التي تنشأ من كون المسافة أبعد، فالصعود إلى الزهرة ممكن علميا و إن لم يكن ممكنا عمليا فعلا [1] . و على العكس من ذلك الصعود إلى قرص الشمس
[1] الكلام في وقته دقيق علميا، فهو يقول: إنه ممكن علميا، و لكنه لم يكن قد تحقق فعلا،
اسم الکتاب : المهدوية عند أهل البيت المؤلف : ابو الفضل الاسلامي الجزء : 1 صفحة : 56