responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن في الاسلام المؤلف : السيد محمد حسين الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 116

المزاحم لما كان العقل يحكم برعاية التعاون والعدالة الاجتماعية.

المتخلفون عن القانون هم الذين يملكون قدرة فوق القدرة المجربة لذلك القانون ، فيتخلفون عنه بلا وجل ولا خوف ، او الذين يلجأون الى مخبأ يصعب الوصول اليهم لبعدهم عن القوة المجرية ، او كونهم في مكان حريز غفل عنهم المراقبون ، او يتخلفون عنه لاعذار تخيلوها في اذهانهم ليظهر اعمالهم بمظاهر قانونية ، او ينتهزون ضعف من يستثمرونه لمصالحهم .. وعلى كل حال لا يجدون من يزاحمهم او يضايقهم ، او يزاحمهم ويضايقهم من هو اضعف منهم ولا يملك القوة الكافية لمقاومتهم وسحقهم. ففي هذا الموضوع ليس للعقل حكم خاص ، وهو لا يجد شيئا من الحرية المطلقة ، ويدع غريزة الاستخدام والاستمثار بحالها.

فاذن ليس في نطاق العقل وحده ان يرشد الى قانون اجتماعي تام يضمن نفع المجتمع والفرد بشكل عادل ، لان العقل يدفع الى رعاية مثل هذا القانون لو لم يجد مزاحماً ، فاذا وجد مزاحما يمنعه عن حريته المطلقة ، يمتنع هو بدوره عن هذا الدفع ، بل ربما يحكم بخلافه.

قال تعالى : ( كلا ان الانسان ليطغى * ان رآه استغنى ) [1].


[1] سورة العلق : 6 ـ 7.

اسم الکتاب : القرآن في الاسلام المؤلف : السيد محمد حسين الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست