الباب الثالث‌

فى الإشراط العظام و الامارات القريبة التى تعقبها الساعة و هى أيضا كثيرة..

فمنها المهدى و هو أولها و اعلم ان الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر فقد قال محمد بن الحسن الاسنوى فى كتاب مناقب الشافعى قد تواترت الأخبار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بذكر المهدى و انه من أهل بيته صلى اللّه عليه و سلم انتهى و ستأتى الاشارة إليها إجمالا و لو تعرضنا لتفصيلها طال الكتاب و خرج عن موضوعه و لكن نقتصر على حاصل الجمع بين الروايات من غير تعرض لمخرجها و مخرجيها و الكلام فيه يأتى فى مقامات (المقام الأول) فى اسمه و نسبه و مولده و مبايعه و مهاجره و حليته و سيرته.. أما اسمه ففى أكثر الروايات انه محمد و فى بعضها انه أحمد و اسم أبيه عبد اللّه فقد ورد بل صح عنه صلى اللّه عليه و سلم كما عند أبى داود و الترمذى و قال حسن صحيح عن ابن مسعود رضى اللّه عنه أنه قال يواطى‌ء أى يوافق اسمه اسمى و اسم أبيه اسم أبى و تعسف بعض الشيعة فقالوا ان هذا تحريف و الصواب اسم أبيه اسم ابنى بالنون يعنى الحسن أو ان المراد بابيه جده يعنى الحسين و المراد باسمه كنيته فان كنيية الحسين أبو عبد اللّه فمعناه ان كنية جده الحسين توافق اسم والد النبى صلى اللّه عليه و سلم و ذلك لاعتقادهم انه محمد بن الحسن العسكرى و هو باطل من وجوده اما أولا فلهذه التعسفات و اما ثانيا فلان محمد بن الحسن هذا مات و أخذ عمه جعفر ميراث أبيه الحسن و اما ثالثا فلان المهدى يبايع و هو ابن أربعين سنة أو أقل و لو كان هو لزاد عن سبعمائة سنة و اما رابعا فلان مولد المهدى المدينة بخلافه و أما خامسا فلان رواية ابن المنادى عن على 7 فيجى‌ء اللّه بالمهدى محمد ابن عبد اللّه بل و كثير من الأحاديث صريحة فى رد ما قالوه و وجوه أخر لا فطيل الكلام بذكرها