يخفض و هو حرف لا غير و بين ما يخفض و قد يكون اسما نحو الكاف، و يقال: لم صارت الباء تخفض؟فالجواب عن هذا و عن جميع حروف الخفض أنّ هذه الحروف ليس لها معنى إلاّ في الأسماء و لم تضارع الأفعال فتعمل عملها فأعطيت ما لا يكون إلاّ في الأسماء و هو الخفض و البصريون القدماء يقولون: الجرّ، و موضع الباء و ما بعدها عند الفرّاء [1] نصب بمعنى ابتدأت بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أو أبدأ بسم اللّه الرّحمن الحريم، و عند البصريين رفع بمعنى ابتدائي بسم اللّه، و قال عليّ بن حمزة الكسائي [2] :
الباء لا موضع لها من الإعراب و المرور واقع على مجهول إذا قلت: مررت بزيد.
و الألف في «اسم» [3] ألف وصل لأنّك تقول: سميّ فلهذا حذفت من اللفظ، و في حذفها من الخط أربعة أقوال: قال الفراء [4] : لكثرة الاستعمال، و حكي لأنّ الباء لا تنفصل، و قال الأخفش سعيد [5] : حذفت لأنها ليست من اللفظ، و القول الرابع أن الأصل سم و سم أنشد أبو زيد [6] : [الرجز] 1-
بالضمّ أيضا، فيكون الأصل سما ثم جئت بالباء فصار بسم ثم حذفت الكسرة فصار بسم، فعلى هذا القول لم يكن فيه ألف قطّ و الأصل في اسم فعل لا يكون إلا ذلك لعلّة أوجبته و جمعه أسماء، و جمع أسماء أسامي. و أضفت اسما إلى اللّه جلّ
[1] أبو عبيد: القاسم بن سلاّم الأنصار، أول من جمع القراءات في كتاب، أخذ عن ابن الأعرابي و الكسائي و الفرّاء و غيرهم. له من التصانيف: الغريب المنصف، غريب القرآن، غريب الحديث، معاني القرآن، المقصور و الممدود، القراءات، المذكر و المؤنث... و غيرها. (ت 224 هـ) . ترجمته في (طبقات الزبيدي 217، و بغية الوعاة 2/252) .
[2] و اصل مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة البصري. روى عن الحسن و رجاء بن حيوة. ترجمته في تهذيب التهذيب 11/105.